بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 مايو 2013

القرفة سلاح فتاك ضد بكتيريا الأمعاء


تعتبر القرفة من الأعشاب التي تدخل في علاج الكثير من الأمراض والتخلص من الآلام, كما تعد من المشروبات الجيدة التي تمنح الدفء للجسم. بجانب كونها من فواتح الشهية, فهي تستخدم في علاج الغثيان, القيء, الاسهال, آلام العضلات, زيادة افراز اللعاب والعصارة المعدية, ضغط الدم المرتفع, كذلك تسهل عملية الولادة, وتخفف من ألم الحيض وألم ما بعد الولادة, وغيرها من الأمراض.
للتعرف على مزيد من فوائدها العلاجية, وأهميتها الغذائية رصدت "السياسة"  هذه الاهمية والفوائد في التحقيق التالي:

تقول الدكتورة مروة عزمي, الأستاذ المساعد بقسم الحيوان الزراعي, كلية الزراعة, جامعه المنصورة: تعد جزيرة سيريلانكا هي الموطن الأصلي للقرفة السيلانية, أما القرفة الصينية فموطنها الصين, وقد اشتق اسم كل منهما من موطنة الأصلي, كما تزرع على نطاق واسع في كل من الفلبين وجبال الانديز الغربية. وهذا النوع من الأعشاب عبارة عن قشور لحاء أشجار من فصيلة ذات أوراق دائمة تنبت في أرض رملية على سواحل البحر ويقطع لحاء هذه الأشجار مرة كل سنتين عندما يبلغ عمر الشجرة أربعة أعوام, وبالنسبة للنوع الأول منها وهي القرفة السيلانية نجدها تتكون من قشور اللحاء الداخلي لأغصان الأشجار وهي رقيقة جدا ولها رائحة عطرية وطعم حلو وهي تتكسر بسرعة, أما القرفة الصينية فتتميز بأنها قشور لحاها سميكة وذات لون أسمر يميل الى الاحمرار, وله طعم حريف حلو ورائحة عطرية وهو الأكثر رواجا.
تشير د. مروة الى أن نبات القرفة يحتوي على زيت طيار بنسبة "4" في المئة, وقد توصل فريق طبي علمي سويدي الى أن اضافة "6" غرامات من مسحوق القرفة الى الأرز أثناء الطبخ له دور جيد في خفض معدل السكر في دم المصابين بارتفاع نسبة السكر في الدم, بينما أوضحت دراسة أخرى أن تناول القرفة بمقدار معلقة شاي يوميا يساهم في انقاص وتنظيم السكر في الدم, وبالتالى يعتبر هذا النوع من الأعشاب علاجا مهما لمرضى السكر لوجود مركب بها يساهم في انقاص معدل السكر حيث يقوم بعمل يشبه دور الأنسولين, كما يساهم في زيادة الجلوكوز داخل الدم والخلايا.

بكتريا "اكولاي"

من جانبه يقول الدكتور أحمد جمال, رئيس قسم النبات, كلية الزراعة, جامعة المنصورة: أجريت دراسة حول تأثير القرفة على البكتيريا من خلال تلويث 2 لتر عصير بمليونين من بكتريا "اكولاي" التي تسبب التسمم ثم أضيفت ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة ومزجت جيدا بالعصير, وكانت النتيجة أن القرفة فتكت ب¯ 99 في المئة من البكتريا في الحال. وبالرغم من أن القرفة قد تضر مرضى قرحة الجهاز الهضمي لأنها تسبب تهيجا للأغشية المصابة ما ينتج عنه ألما وبطئا في التئامها, الا أن دراسة طبية يابانية أثبتت أن القرفة تفتك ببكتريا النوع المزمن من القرحة بشرط أن تستخدم تحت اشراف طبي أو خبير علاج بالأعشاب, كذلك أثبتت عدة دراسات فائدة القرفة في علاج الغثيان وعسر الهضم وهضم الدهون. كما توصف للسيدات لمنع الغثيان في شهور حملهن الأولى وتناولها بحذر في الشهور الأخيرة من الحمل لأنها منبهة للرحم وقد تسبب ولادة مبكرة والافراط الشديد قد يسبب سقوطا للجنين, رغم أن بعض المراكز الطبية تستخدم القرفة ضمن تركيبات لتسهيل الولادة لكن ذلك يتم تحت اشراف طبي.
و تفيد القرفة شربا - والكلام لا يزال لدكتور أحمد جمال- في علاج الفطريات الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية, وحبوب منع الحمل, والخمور, وعقاقير الروماتيزم, وهي فطريات تستفحل في الأمعاء ثم تنتشر في الجسم كله وليس فقط في المهبل عند النساء حسبما كان يظن الكثيرون, مشيرا الى أن القرفة تفتك بسلالات الكنديدا المقاومة للعقاقير الكيماوية, كما تفيد في علاج الاسهال لأنها مطهرة قابضة, كما تقلل من انتفاخات الأمعاء, وتعالج الالتهابات البولية الميكروبية, والتهابات الجسم عموما. ليس هذا فحسب بل ثبت أن رائحة القرفة تحسن الوظائف المعرفية للدماغ محذرا من استخدام زيت القرفة الذي يباع لدى العطارين لأنه مادة كاوية ولا يستخدم الا بتخفيف شديد وتحت اشراف خبير أعشاب, كما تحارب السمنة وتصلب الشرايين وثبت أنها تقلل من الجلسريدات الثلاثية والكولسترول الضار.

فاتحة للشهية

ويوضح الدكتور سامر الجندي, أستاذ العلوم الغذائية, جامعة المنوفية, أن القرفة نبات استوائي كثيف دائم الخضرة من فصيلة السمروبيات ويمكن أن يصل ارتفاعها من عشرة أمتار الى أربعين مترا, وتزرع في جنوب شرق آسيا, وأميركا الجنوبية والهند الغربية, مشيرا الى فوائدها المتعددة اذ تعتبر فاتحة للشهية, ويستخدم مغلي القرفة لعلاج الغثيان, القيء, الاسهال, آلام العضلات, زيادة افراز اللعاب والعصارة المعدية, ضغط الدم المرتفع, كما تسهل عملية الولادة, وتخفف من ألم الحيض وألم ما بعد الولادة, كذلك تحتوي القرفة على مادة الفينولية المضادة للأكسدة التي تجعل الخلايا الدهنية أكثر استجابة للأنسولين الذي ينظم عملية تكسير السكر في الدم واستهلاكه في الخلايا بالجسم وتحويله الى طاقة, كما تقلل من الأعراض الجانبية لمرض السكر, موضحا عدم وجودها في زيت القرفة الذي يضاف على المواد الغذائية.
ويحذر الجندي من مخاطر وأضرار زيت القرفة عكس مسحوقها, فهذا الزيت يسبب التهاب واحمرار في الجلد وقد يسبب الغثيان والقيء والاصابة بتلف الكلي, مشيرا الى أن زيت القرفة يستخدم كدهان لعلاج الكلف والنمش والصداع والزكام وآلام الأذن, وحينما يخلط مع الخل يدخل في علاج البثور والقروح, وحديثاً دخل مسحوق القرفة في صناعة مراهم علاج الحروق والقروح. وبتحليل هذه النوع من الأعشاب وجد أن قشور القرفة تحتوي على مواد عفصية ومواد هلامية ومواد سكرية ونشا, كما يحتوي كل 100غرام على 247 سعرات الحرارية, 1.24 دهون, 0.34 دهون المشبعة, 80.59 كربوهيدرات, 53.1 ألياف, 3.99 بروتينات, وكلها عناصر لها تأثير واضح في تحسين الحالة الصحية لمرضى النوع الثاني من السكري, أيضا وجد أن تناول غرام واحد يومياً منها, يؤدي الى انخفاض نسبة السكر بنسبة تتراوح ما بين 18 و29في المئة ما يؤدي الى تعديل نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له. وقد يستمر المفعول لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناولها.
ويؤكد د. الجندي أن القرفة تزيد قدرة خلايا أجسام مرضى السكري على التجاوب والتأثر بمفعول ما هو متوفر في أجسادهم من الأنسولين, وتقليل انتاج هذه الخلايا للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد في هذه الخلايا, مشيرا الى تأثير القرفة على بكتيريا المعدة المعروفة بالجرثومة الحلزونية التي ثبت أنها السبب في 95 في المئة من حالات قرحة المعدة, اذ أكدت الأبحاث أن القرفة تستطيع منعها من الالتصاق بجدار المعدة. كما تساهم في تنشيط الذهن وتحسين التركيز واستحضار الذاكرة, مؤكدا على تفوقها على النعناع والياسمين في رفع كفاءة قدرات الدماغ الذهنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق