بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 يونيو 2013


في التراث الطبي الإسلامي









المقدمة

الباب الأول

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما في الحضارات القديمة

الفصل الأول    أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة المصرية القديمة

الفصل الثاني   أسباب و تشخيص العقم تدبيره في الحضارة الصينية القديمة

الفصل الثالث   أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة اليونانية القديمة

الباب الثاني

أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة العربية

الفصل الأول أسباب و أعراض وعلامات العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند الأطباء العرب:

الفصل الثاني أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل و تدبيرهما عند الرازي في كتابه الحاوي.

الفصل الثالث أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند ابن سينا في كتابه القانون في الطب.

الفصل الرابع   أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند علي بن عباس المجوسي في كتابه كامل الصناعة الطبية

الفصل الخامس أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند الزهراوي في كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف.

الباب الثالث

مقارنة أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما لدى الأطباء العرب مع العلم الحديث.



فهرس بأسماء الأدوية المفردة والمركبة من كتاب ابن البيطار الجامع في الأدوية المفردة والأغذية



الخاتمة



المصادر والمراجع





المقدمة

   كان الإنسان ومنذ القدم كثير الاهتمام بكل ما يتعلق بالخلق وأسبابه ومشاكله وآفاته وأمراضه, وذلك لأسباب واضحة لا تخفى على احد, وليس البحث في هذا المجال بهدف سهل أو موضوع يسير, إذ أن الإنسان المفكر وخلال مسيرة زمنية طويلة - احتاجها للتوصل إلى العلم الصحيح بالكثير من نواحي وحقائق هذا البحث- لم يستطع وضع يده على الحقائق التي تحكم كيفية خلق الإنسان, والقوانين التي بموجبها يتم التكاثر والتخلق والنمو, لجنس البشر أو غيره من الأجناس الحية التي تشاركه العيش على سطح الأرض. ولكن الإنسان المفكر و من خلال المراقبة الدقيقة - إن جاز التعبير- لمظاهر الطبيعة وحوادثها, مسبباتها ونتائجها, وضع نظريات وأراء قامت بمجملها على أمرين: اولهما قدرة هذا المفكر على الرؤية الصحيحة للظواهر الطبيعية من مسببات ونتائج والقدرة على الربط المنطقي بين هذه الظواهر. وثانيها المبادئ -أو العقائد- الاجتماعية والدينية والفكرية التي صاغت بشكل عام وأساسي منطقه في الحكم على مجريات الطبيعة وبالتالي صاغت لحد كبير الفلسفة التي اعتمد عليها في تفسير ما سبق له أن لاحظه أو اكتشفه.

    لهذا نجد تفاوتاً واختلافاً واضحاً في المبادئ الأساسية وفي الفلسفة والمنطق الذي حكمت رؤية الإنسان المفكر عبر الحضارات الغابرة المختلفة.

   سننظر في بحثنا في الطرائق التي اعتقد الأطباء العرب والمسلمين بصحتها في تشخيص العقم أو ما يسمى أحياناً عسر الحبل (الحمل)وفي تمييز أسبابه وعلاته و في تدبير كل منها, ويجب التنويه أن البحث يكاد يدور في مجال اقرب ما يكون إلى التكهن منه إلى التأكد, وذلك لأسباب عديدة منها: إن البحث في أي موضوع تاريخي ذو علاقة بالحاضر كموضوعنا يتطلب قدراً كبيراً من العناء في محاولة استقراء ما وراء السطور للوصول ليس إلى معالجة سطحية تكرارية لما ورد ذكره في بعض الكتب المخطوطة وإنما دراسة ً تصل إلى أعماق الفكر الذي حكم تصورات السابقين عن كامل موضوع الخلق والذي اثر إلى حد بعيد في استنتاجاتهم و أرائهم ونظرياتهم حول كل ناحية من نواحيه وكل مسألة من مسائله, والتي منها الموضوع المدروس حالياً, وهذا واجب بنظري للتمكن من فهم أين ولماذا ابتعد أو اقترب المفهوم الفلسفي التاريخي - في تفسيره ورؤيته لكل عرض وكل علامة - مما نعتبره نحن اليوم حقيقة علمية لا تقبل الجدل لأنها مثبة بالتجربة العلمية الواعية وغير المنحازة- أو هكذا نعتقد اليوم-. وهذا أساسي في القدرة على الحكم على مدى ابتعاد أو نقض أي عالم أو مفكر عن النظرة السائدة في عصره, أي الحكم على مدى تجديده ومساهمته الحقيقية في تطور العلم.

    سنتناول في الدراسة عدداً من الأطباء العرب المشهورين وذلك من خلال دراسة عدد من المخطوطات, بالنظر إلى الأبواب أو الفصول التي تطرق فيها كل طبيب منهم إلى هذا الموضوع, ونحاول من خلال تقسيم معين - يعتمد في الحقيقة على العلم المعاصر وتقسيماته المعروفة بهذا المجال- البحث الدقيق في الأعراض والعلامات كل على حدة لمحاولة تبين مدى التزام كل من الأطباء بما سبق أو خروجه على المألوف إلى ما هو بين بالتجربة. ونجري مقارنة في نهاية البحث عن الميزات التي أضافها كل طبيب ونحاول التعرف على سبب ذلك بالتعليل, ثم نجري مقارنة سريعة مع نفس الموضوع كما يتطرق إليه العلم الحديث.    



















           







              الباب الأول

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  في الحضارات القديمة

الفصل الأول:أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة المصرية القديمة

الفصل الثاني:أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة اليونانية القديمة

















الفصل الأول

أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة المصرية القديمة

   إن المصادر التاريخية التي تتحدث عن الحضارة المصرية وعن الطب المصري وعن إنجازات الاطباء المصريين وأساليب العلاج المتنوعة, تفتقر إلى الذكر الصريح بما احتوته المخطوطات المصرية القديمة المكتوبة على أوراق البردي, وتكتفي بذكر تعليقات على محتويات هذه المخطوطات.

هنالك ذكر متكرر لإحدى البرديات وتسمىKahun Gynecological Papyrus  والتي اكتشفها العالم  Flinders Petrie    في عام April of 1889.  في at the Fayum site of Lahun  وهذه المدينة ازدهرت في ظل المملكة الوسطى وتحت حكم امنينحوت الثانيAmenenhat II وخلفه امنينحوت الثالثAmenenhat III وتعود هذه البردية إلى العام ال29 من حكم الأخير وذلك بحسب ما ورد في أخرها أي ما يعادل.1825 B.C.E وقد تم نشر النص بالهيروغليفية وباللغة الإنكليزية عام 1898 وهي موجودة حالياً في University College London .

  إن النص النسائي في هذه البردية يمكن أن يقسم إلى 34 فقرة, الفقرات ال17 الأولى لها تنسيق متشابه من حيث ابتدائها بعنوان ويتلوه وصف قصير للأعراض والعلامات, القسم الثاني يبدأ من الصفحة الثالثة, ويضم حوالي 8 فقرات غامضة بسبب اللغة المستعملة فيها وبسبب قدم النسخة. ورغم ذلك هناك عدة فقرات يمكن فهم ما تحتويه, كالفقرة 19 التي تتعلق بالولادة, والفقرة 20 التي تتعلق بعملية التبخير التي تساعد على الحبل, أما الفقرات 20-22 فتتحدث عن وسائل منع الحمل. ومن المواد التي ذكرت روث التماسيح و العسل والحليب الفاسد. أما القسم الثالث من الفقرة 26 إلى 32 فتتحدث عن الاختبارات التي تستخدم في تشخيص الحمل

   نجد ضمن البردية وصف لعدد من الأختبارات وعددها سبع اختبارات التي تدل على عقم المرأة أو كونها غير عقيمة , بدون أن نجد أي شرح لحالات وأسباب العقم عند النساء .ومن هذه الأختبارات:

1- تضع المرأة على أرض ممسوحة بأوراق( ثمار من مصدر أخر) التوت البري فإذا حدث أقياء كانت حامل وإذا لم يحدث فلا تحمل.

2- استخدام البصل وتحديد اعقم بالاعتماد على رائحة فم المرأة.

أما القسم الرابع فيتضمن فقرتين تتحدثان عن معالجة أسنان الحامل وعن حالة مشابهة للناسور المهبلي المثاني.































الفصل الثاني

أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة اليونانية القديمة

      إن الكتب والمراجع العربية تزخر بالمعلومات حول هذا الموضوع, إلا أنني لم أتمكن حقيقة من الوصول إلى الأصل اليوناني أو الأصول المترجمة لهذه النصوص, بل اعتمدت على ما جاء في كتب الاطباء العرب منقولا عن جالينوس أو ابقراط أو غيرهم, وبالأخص اعتمدت على كتاب الحاوي لأبي بكر الرازي.

    إن مراجعة لما نقل عن الاطباء اليونانيين حول أسباب العقم وأعراضه وعلاجه يظهر وجود مجموعة أعراض وعلامات ( تعتمد في أساسها على النظرية الفلسفية اليونانية) مشخصة لحالات العقم المختلفة وتستخدم للدلالة على أسبابه مع ذكر للعديد من العلاجات الخاصة بكل حالة, وعدد من العلاجات العامة المحسنة للمزاج.

1- تغيرات المزاج: ويقصد به التغيرات التي تصيب مزاج الرحم وتفسده ولأسواء المزاج العيد من الأسباب التي ذكروها كالمناخ البارد والبلاد الباردة وشرب الماء البارد وكلها تولد رطوبات باردة في الرحم, واستدلوا على فساد مزاج الرحم بتغيرات وعلامات عامة وتغيرات في الطمث وأحواله.

2- فساد المني: وكان يقصد به المني الذكري والأنثوي -حسب اعتقادهم بوجود مني للأنثى تطرحه وقت الجماع ليتلاقى مع المني الذكري ويحدث الإلقاح في داخل الرحم- وهذان يفسدان بعدد من الأسباب منها فساد مزاج الرحم وفساد المني بذاته وحالات أخرى تحدث منياً غير مولد كما في الشيوخ وتقدم عمر المرأة والصبيان واللواتي لم يبلغن وإكثار الجماع أو الإقلال منه. ووضعوا لذلك علامات يستدل عليها بفحص المني والطمث ولونها وقوامها وغلظها أو رقتها.وكانت تعالج بعلاجات مختلفة مسخنة للمزاج ومحسنة لأحوال المني.

3- احتباس الطمث:فقد كان الطمث -حسب اعتقادهم- هو طرح فضل زائد من الطبيعة, ولهذا يجب الا يحتبس وألا افسد مزاج الجسم وسبب العديد من الآفات ومنها ما سموه اختناق الرحم ,وقد يسبب العقم عند الأنثى, ويكون علاجه بالفصد أو بالاستفراغات أو بالأدوية المدرة للطمث.

4-ضعف القوة الجاذبة:قالوا بوجود قوة خاصة بالرحم تجذب المني الذكري لداخله وعللوا بعض حالات العقم بضعف هذه القوة الجاذبة واعتبروا أن رطوبة عنق الرحم بعد الجماع دليل عليها وعالجوها بعدد من الأدوية والفرزجات والحقن.

5-أفات الخصية:سواء الولادية أو الرضية أو التالية لاستخدام بعض الأدوية المبردة الشديدة وعلامتها فحص الخصية السريري, وعولجت بعلاجات مختلفة.

6-أفات القضيب:وقد ذكرالأطباءاليونان عدد من الأفات التي تصيب القضيب كالتواء القضيب وقصره ورباطه وعولج الأخير بالجراحة.

  استمرت النظرية اليونانية المتعلقة بالإلقاح وفشله وأسباب العقم وعلاماته السريرية وعلاجات كل حالة مسببة له في كتابات الأطباء العرب المسلمين.































الباب الثاني

أسباب و تشخيص العقم وتدبيره في الحضارة العربية

الفصل الأول أسباب و أعراض وعلامات العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند الأطباء العرب.

الفصل الثاني   أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  عند الرازي في كتابه الحاوي.

الفصل الثالث أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  عند  ابن سينا في كتابه القانون في الطب.

الفصل الرابع أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  عند علي بن عباس المجوسي في كتابه كامل الصناعة الطبية

الفصل الخامس أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  عند الزهراوي في كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف.















الفصل الأول

أسباب و أعراض وعلامات العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند الأطباء العرب.

    يذكر الكثير من المؤرخين أن الطب العربي الإسلامي قام في أساسه على مبادئ وتعاليم الطب اليوناني, لذلك نجد مراجعة كتابات وأعمال الأطباء العرب والمسلمين إنهم تبنوا عموما النظريات اليونانية الفلسفية المفسرة لظواهر الكون والإنسان و الصحة والمرض, كما تبنوا النظريات الفلسفية الطبية اليونانية-وإن تناولوها بالنقد لاحقاً- وعلى هذا فيجب أن لا نستغرب التشابه الهام في المبادئ التي استند عليها الطب اليوناني وتلك التي اعتمد عليها الأطباء العرب و المسلمين في كل فروع الصناعة الطبية عموماً والذي نجده واضحاً في الطب المتعلق بالحمل والخصوبة والعقم خصوصاً.

     وهنا يجب أن نتذكر أنه في تلك العصور لم تتوافر أدوات التشخيص المتعددة –والتي ننعم بها حالياً- والتي تسهل تشخيص العديد من الحالات المرضية والفيزيولوجية, نخص بالذكر تلك الاختبارات الشعاعية منها والمخبرية التي تساعدنا في تشخيص الآفات المسببة للعقم, لذلك نجد الأطباء العرب ومن قبلهم اليونانيون اعتمدوا على قوة الملاحظة المجردة, والتي بنوا عليها –باستخدام معايير منطقية وبالاعتماد على النظرية الابقراطية – تفسيرهم للإخصاب والعلوق والحمل وعسر الحمل والعقم, فأصابوا مرات عديدة, وأخطئوا في غيرها.

     سنتناول بالدراسة أراء ونظريات عدد من أهم الأطباء العرب ( الرازي, ابن سينا, البغدادي, المجوسي, الطبري, الزهراوي), وذلك من خلال دراسة مخطوطاتهم الموجودة في مكتبة معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب. سنحاول وضع تصور للطريقة أو المنهج الذي وضعوه أو اعتمدوا عليه في تشخيص العقم وتحديد أسبابه عند النساء المراجعات وذلك إما من العلامات السريرية أو الأعراض الجسدية عند المرأة أو من خلال مفاهيم وأراء نظرية التزموا بها.

   وسنقارن بين المنهج الذي سار عليه الأطباء مع المفاهيم المعاصرة والطرق الحديثة في التشخيص السريري للعقم وأسبابه ومعالجته.

    يجب أن نذكر أننا لن نتطرق في دراستنا إلى المبادئ الطبية الأساسية التي سيطرت على الطب العربي والإسلامي لان المجال يضيق بشرحها, كما إننا لن نتطرق للأسس النظرية التي اتبعها الأطباء العرب والمسلمون في مجال الطب المتعلق بالعلل المخصوصة بالنساء أو حتى المتعلقة بكيفية الخلق إنما سنركز دراستنا على ندعوه اليوم بالسريريات, أي النواحي العملية المتعلقة بتشخيص العقم وتحديد أسبابه وعلاجهً عند الأطباء العرب والمسلمين, ومدى صحتها ومقاربتها للواقع.

أسباب العقم وعسر الحبل وعلاماته:

  على الرغم من التنوع في تحديد أسباب مختلفة للعقم أو عسر الحمل إلا أن الأطباء العرب اعتمدوا على بعض الأسباب التي تكررت عند معظم الأطباء ونذكر منها:

1-أسواء المزاج: تحدث الأطباء العرب عن سوء المزاج كمسبب للعقم أو عسر الحبل ولكنهم اختلفوا في تحديد ألية تأثيره وأنواع المزاج المفسدة. فأبن سينا ميز بين سوء المزاج العام وسوء مزاج الرحم بالخاصة.وقال بأن سوء المزاج العام يؤثر في قابلية التولد وفي إنتاج المني من الذكر والأنثى ,أما سوء مزاج الرحم وتأثيره على العقم فحدده اعتماداً على أن للرحم مزاجاً خاصاً به يساعد على التولد وجذب وإمساك المنيين الذكري والأنثوي, وبفساد هذا المزاج وتغيره يحدث العقم إما بإفساد المنيين أو بإضعافه القوة الماسكة في الرحم بعد الأشتمال وقد تسبب الإسقاط ( وهنا خلط بين أسباب العقم وأسباب الإسقاط ) . أما الرازي والزهراوي والمجوسي فحددوا أسواء المزاج بتلك الخاصة بالرحم وأنها تفسد المني وتمنع من جذبه أو استمساكه ولم يخلطوا بين العقم والإسقاط.

انواع المزاج المفسدة للمني بحسب ابن سينا تكون على الأغلب من انواع الأمزجة الرطبة الباردة وإن تحدث عن يبوسة الرحم وجفافه الزائد كسبب في العقم. أما الرازي والأخرون لم يحددوا نوعاً واحداً للمزاج الفاسد فقالوا بسوء المزاج الحار والبارد والرطب واليابس.وعددوا أسباباً لهذه التغيرات كالبلاد الباردة والماء البارد واحتباس الطمث . وشبها المني في الارحام الباردة أو الحارة اليابسة كالبزر في أرض جافة أو باردة.

نجد أن الرازي وابن سينا قد ذكرا حالة يختلف بها مزاجي المنيين الذكري والأنثوي بالتضاد مما يعدل كلا المزاجين ويحدث منه التولد وقد حض الرازي على المعالجة وفق هذه الفكرة.

كما ذكر ابن سينا حالة من تضادٍ بين مني الرجل والمرأة محدث للعقم والذي لا ينفع فيه الدواء ولا يترافق بفساد مني أيٍ من الطرفين وعلاجه تبديل الزوج ويحدث الحمل بعده, وهو يقابل العقم المناعي بحسب الطب الحديث على الأغلب, وربما قصد به حالات من العقم غير المفسر والتيلا تحتاج الأ الوقت لشفائها.

أما العلامات الدالة على أسواء المزاج: فهي علامات عامة تكشف بفحص الجسم ولم يذكرها أي منهم بل أحالوا القارئ إلى الأبواب التي تختص بذلك, بالإضافة لفحص العين عند ابن سينا والذي ربط العين بالرحم , وعلامات موضعية تظهر بفحص عنق الرحم ورطوبته أو جفافه وفحص السائل المنوي والمفرزات الطمثية ودراسة صفاتها وأحوالها من تغير اللون والكمية والقوام والحرارة. ومن هنا نجد ذكر لعدد من الصفات التي استدلوا بها على المني الصحيح المولد وسنذكرها في موضعها.

وقالوا أن أفضل صفات النساء المولدات هي الاعتدال في المزاج والرياضة وعدم السمن وغيرها من الصفات. وأن أفضل وقت للاشتمال يكون بعد الطهر مباشرة حيث مزاج الرحم أوفق للتولد منه.



علاجات العقم الناجم عن علل المزاج: كانت العلاجات المختلفة تهدف إلى تعديل مزاج الرحم بما يضاد التغير الذي يصيبه وأستخدمت لذلك أدوية عديدة سنذكرها في موضعها, منها ما هو من الشرابات والمساحيق والمعاجين ومنها ما هو من الحقن والتحاميل والفرزجات الرحمية التي تهدف لتسخين الرحم.ولكننا نجد عدد من الوصفات التي توصف ليس لعلاج العقم بل للإسراع في الحمل, ولا يمكن في الحقبقة دراسة هذه المركبات الدوائية المفردة منها والمركبة إلا بوجود دراسة كيميائية لتركيبها ودراسة سريرية علاجية لتحديد الفائدة العلاجية إن وجدت .

2-علل الأعضاء المولدة للمني: وهي مجموعة من الأفات يذكرها ابن سينا لوحده ولم أجد من يذكرها غيره.والتي تعتمد على نظرية أطباء العرب القدامى في تشكل المني من أعضاء الجسم كله وأنه يسير في أوعية خاصة ليصل إلى الخصية, وبالتالي فمرض أي عضو من هذه الأعضاء يفسد المني المتشكل منها , كما أن انقطاع الأوعية الحاملة للنطاف يسبب العقم لنفس السبب وعلاماته الاعراض الناجمة عن مرض هذه الاعضاء وعلاجه بعلاج مرض هذه الاعضاء وتحسين المزاج .

3-علل المبادي: ويقصد بها العلل التي تصيب أعضاء الجسم الهامة كالقلب والهضم والتنفس والتي تسبب العقم لضرورة هذه الأعضاء للجسم وللتولد.

4-أفات المني: ويقصد هنا بها المني الذكري والأنثوي والذي يفسد أم لفساد المزاج العام أو أسواء مزاج الرحم أو يكون فاسداً غير مولد من الذكر أو الأنثى أو لعلة تصيب الخصية,

علامات أفات المني: ويستدل عليه من طفات المني الذكري وأحواله وصفاته ومن فحص دم الطمث عند الأناث وأحواله وصفاته. وذكرت بعض التجارب الدالة على فساد المني وسنذكرها في موضعها.

العلاج: وقد ذكر الزهراوي أن العقم من فساد المني لا يعالج, ولكن نرى غيره من الأطباء يذكرون عدداً من العلاجات المختلفة لتحسين المني وتصحيحه. كما ذكرت عدة حالات لا يكون فيها المني قابلا للتولد منه كالشيوخ والنساء المسنات والصغار وغير البالغات والسكران والكثير التخم وغيرها.

5- احتباس الطمث: يذكر الأطباء العرب احتباس الطمث كمرض مستقل بحد ذاته - ونحن نعلم اليوم أنه عرض لا غير للكثير من الأمراض- وهو مسبب لسوء مزاج بارد في العضوية ناجم عن بقاء دم الطمث في الجسم وعدم طرحه,ولهذا كانت المرأة منقطعة الطمث في نظرهم عقيمة لاحتباس خلط بارد رديء , كما ذكر ابن سينا والرازي ان العقم قد ينجم كذلك من انسداد فوهات العروق الطارحة للطمث بسدة أو بلغم غليظ أو ضيقها الشديد والذي بدوره يسبب العقبم بعدم طرح الغذاء للمني داخل الرحم, وحدوث يبس شديد في الرحم.

وعلامته ظاهرة بأنقطاع الطمث وعلاجه تكون بالأدوية المدرة للطمث والفرزجات المنقية للرحم والمسخنة له , أما الناجم عن سدة في الرحم فلا علاج له .

6-ضعف القوة الماسكة للرحم : يقول الأطباء العرب بوجود قوة ماسكة جاذبة للمني إلى داخل الرحم حيث يحدث الألقاح , وأن هذه القوة قد تضعف بسسب أما غياب الطمث والغذاء أو وجود رطوبات مزلقة أو تغير مزاج الرحم .

وعلامتها الشعور بالرطوبة تسيل من عنق الرحم بعيد الجماع كدليل على عدم استمساك الرحم للمني الذكري والانثوي على السواء .

وعلاجه يكون بأدوية مركبة وفرزجات مفرغة للخلط المزلق من داخل الرحم وعلاج اسواء مزاج الرحم والتلطف في الاحبال بأوامر حددها ابن سينا وسنذكرها في موضعها.

7-أفات الرحم بالخاصة: انفتال الرحم وانقلابه وآفات الرحم من أورام وقروح وآفات عنق الرحم وانسداده فهي تمنع الحمل -برأيهم -بمنعها للاشتمال ومنعها المني الذكري من الوصول لجوف الرحم أو ما تسببه من إغلاق لفوهات العروق التي في الرحم مسببة انقطاع الطمث أو ضعف القوة الماسكة أو سوء مزاج الرحم.

وعلامتها: يستدل عليها بفحص الرحم وعنق الرحم, وانقطاع الطمث المرافق.

وعلاجها بعلاج الآفة مع المركبات المحسنة لمزاج الرحم و بالفصد.

8-السمنة: وزيادة وزن المرأة وعللوا العقم المرافق للسمنة بسوء المزاج البارد المرافق لها والمتولد في الرحم, كما قال ابن سينا بألية أخرى وهي ضغط الشحم الذي في الثرب على الرحم وسده لفوهات العروق وتسببه بأحتباس المني والطمث. وعلامته ظاهرة, وعلاجه بالتهزيل.

9-أفات الخصية:الرضية والجراحية والولادية والضمور, والناجمة عن العلاج بالشوكران. والتي تتضرر وتسبب فساد المني والعقم.كما ذكر ابن سينا - في ذكره لعلل الأعضاء المولدة- عن حالة عقم تالية لجراحة استئصال حصاة المثانة,والناجمة عن أذية الأوعية المجاورة لها , فهو ربما يقصد أذية الحبل المنوي دون علمه .

علامته واضحة بفحص الخصية, بالإضافة للفحص العياني للسائل المنوي وأحواله.

وعلاجه: استخدمت أدوية مختلفة تهدف لتسخين الخصية أو لتحسين مزاج النطاف.

10-أفات القضيب:ذكر الزهراوي والآخرون أفات متعددة تصيب القضيب وتسبب العقم لعدم إيصال المني الذكري لمحاذاة فم الرحم والذي اعتبروه ضرورياً للاشتمال, وعلامته واضحة بالفحص المباشر وعلاجه بالجراحة التي فصل فيها الزهراوي أكثر من غيره.





























الفصل الثاني

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند الرازي في كتابه الحاوي.

    أبو بكر الرازي حياته وأعماله:

   مولده ومنشأه بالري وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة, وكان قدومه إلى بغداد وله من العمر نيف وثلاثون. وكان من صغره مشتهيا للعلوم العقلية مشتغلاً بها وبعلم الأدب, ويقول الشعر. وأما صناعة الطب فإنما تعلمها وقد كبر, وكان المعلم له في ذلك علي بن ربن الطبري.أما الفلسفة فقد قرأها على البلخي. وقال أبو سعيد في كتابه في البيمارستانات: سبب تعلم أبي بكر محمد بن زكريا الرازي صناعة الطب أنه عند دخوله بغداد, دخل إلى البيمارستان العضدي ليشاهده, فأتفق له أن ظفر برجل شيخ صيدلاني البيمارستان فسأله عن الأدوية ومن كان المظهر لهل في البدء فأجابه, فلما سمع الرازي ذلك أعجب به ودخل تارة أخرى إلى البيمارستان فرأى صبياً مولوداً بوجهين, فسال الأطباء عن سبب ذلك فأخبر به فأعجبه ما سمع, ولم يزل يسأل عن شيء ويقال له وهو يعلق بقلبه حتى تصدى لتعلم الصنعة وكان منه جالينوس العرب.وهو الذي أشار على عضد الدولة بمكان بناء البيمارستان العضدي في أحد نواحي بغداد بعد أن استشاره.ثم جعله ساعور البيمارستان العضدي بعد أن ميزه عن باقي الأطباء المشهورين في زمانه, وللرازي كتاب في صفات البيمارستان وفي كل ما كان يجده من أحوال المرضى الذين يعالجون فيه. ويقال أنه كان في ابتداء نظره يضرب العود ثم اكب على النظر في الطب والفلسفة, فبرع فيهما براعة المتقدمين.وقال ابن النديم عنه في كتاب الفهرست: إن الرازي كان يتنقل في البلدان وبينه وبين المنصور بن إسماعيل صداقة و ألف له كتاب المنصوري.

   ويذكر بأنه كان كريم النفس متفضلا باراً بالناس حسن الرأفة بالفقراء والإعلاء, حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم ولم يكن يفارق المدارج والنسخ وكان في بصره رطوبة وعمي أخر عمره. كما يقول أبن أبي اصيبعة عنه: وكان الرازي ذكياً فطناً رؤوفاً بالمرضى, مجتهداً في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه, مواظباً للنظر في غوامض صناعة الطب والكشف عن حقائقها وأسرارها.وللرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة في لتمهر بالطب والتفرد بالمداواة والأدوية التي لم يصل إلى علمها كثير من الأطباء. وكان أكثر مقامه ببلاد العجم وذلك لكونها موطنه وموطن أهله وأخيه.وخدم بالطب ملوك العجم وصنف كتباً كثيرة في الطب وغيره وصنف المنصوري للمنصور بن إسماعيل بن خاقان صاحب خراسان وما وراء النهر.

    قيل إن الرازي كان أول أمره صيرفياً لوجود نسخة من كتاب المنصوري بتأليف محمد بن زكريا الرازي الصيرفي. وانه توفي في سنة 320 هجري.وان ابن العميد كان السبب في إظهار كتابه المعروف بالحاوي, وله من الكتب كتاب البرهان مقالتان, كتاب الطب الروحاني عشرون فصلاً, كتاب سمع الكيان, كتاب أيساغوجي وهو المدخل للمنطق, جمل معاني قاطيغورياس,  جمل معاني باريمينياس, جمل معاني انالوطيقاالاولى, كتاب هيئة العالم, مقالة في السبب في قتل ريح السموم لأكثر الحيوان, كتاب في اللذة, مقالة في العلة, كتاب في الشكوك والمناقضات التي في كتب جالينوس, كتاب في الإبصار, كتاب في علل المفاصل والنقرس وعرق النسا, كتب الاثنا عشر كتابا في الصنعة, كتاب الأحجار, كتاب الأسرار, كتاب سر الأسرار, كتاب التبويب, كتاب الرد على الكندي في صناعة الكيمياء في الممتنع, وغيرها كثير.ومن الكتب التي تنسب اليه كتاب الفاخر في الطب وكتاب نقض كتاب الوجود وقد نسب الأخير إليه للإساءة بسمعة الرازي و لتكفيره.

أراء الرازي في أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما:

   عند دراسة كتاب الحاوي للرازي نجد انه مؤ لف أساسا من عدد هائل من الملاحظات العيانية والسريرية المباشرة أو من الحالات السريرية التي عالجها الرازي أو سمع بها وعلق عليها, كما نجد فيه ذكراً كثيراً لاراء العديد من الأطباء اليونان والرومان مع ذكر اسم الطبيب الذي أخذ عنه هذا الرأي واسم الكتاب اليوناني وقد اعتمدنا عليه لشرح أراء الأطباء اليونان في قسم سابق.

   إلا أن ما يعيب الكتاب توزع النصوص العائدة لنفس الموضوع على أكثر من باب, أي ينقصه التبويب الجيد فقط لإخراجه, وقد أفرد فصل كامل للحديث عن الأعراض العامة والخاصة للعقم والعلامات المساعدة لتشخيص العقم وعسر الحبل وتحديد أسبابه وعلاج عسر الحبل كما أورد فيه أراء من سبقه من الأطباء اليونان وغيرهم وأورد نتيجة تجربته الخاصة وأرائه الشخصية وذلك في باب ( في علامات الحبل وإكثار النتاج والعقم وتعرف الذكر والأنثى) في الجزء التاسع ( في أمراض الرحم والحبل).

أسباب العقم وعسر الحبل:

  يقول في الصفحة ص113:( قال جالينوس: إذا غلب على الرحم سوء مزاج بارد كانت أفواه العروق التي فيه في غاية الضيق وكانت المرأة عاقراً لأنه لا يمكن أن تتصل بأفواه العروق مشيمة ولو كان ذلك لا يمكن أن يتغذى الطفل على ماينبغي، لأن الطمث في هذه الحال أما ألا يخرج البتة أو يكون نزاراً قليلاً رقيقاً مائياً، ومثل هذا الرحم قد يبرد المني أيضاً برداءة مزاجه) ثم ليتابع بتعليقه وإبداء رأيه في الموضوع:( *لي* قد أتى على الدلائل التي بها تعرف الرحم البارد، ويعرض للمني في الرحم الرطب ما يعرض للبزر في البطائح ، ويعرض فيه في الرحم اليابس ما يعرض له عند عدم الماء وغيره، وعلى هذه الحال فافهم فساد مزاج المني .)ثم قال:( متى كان المنى أو الرحم مائلين إلى فساد مزاج فاختر لذلك الرجل امرأة رحمها مائل إلى ضد ذلك الفساد وبالعكس فإن الحال تصلح بذلك، وإنما ينبغي أن يفعل هذا بعد أن تعلم أن العقم ليس للسدد [و] لا لشيء غير فساد المزاج فقط، واستدل على فساد مزاج الرحم أو اعتداله من باب المزاج والتبخير بالأدوية التي هي الأفاوية كاف في ذلك وذلك أن الرحم البارد اليابس لا ينفذ فيه البخور حتى يصل إلى الفم والمنخر لتكاثفه، والرطب ينفذ فيه شيء ضعيف لأنه يغمر ذلك البخور ويضعفه، وأما الحار فإنه يغير كيفية ذلك البخور إلى الريح وهذا النوع فقط يحتاج [ إلى ] أن يضم إليه استدلال آخر، لأن الدليل فيه من باب البخور أضعف ميلاً لرقته على أن هذا المزاج قلّ ما يعرض لبرودة النساء ورطوبتهن، وهذا المزاج إنما يعرض للمرأة الأدماء الزباء القضيفة، فضم هذا إليه، وإذا حدث بالحامل زحير كان سبباً لأن تسقط لاتصال الرحم بالمعي المستقيم وشدة تعب الجسم بكثرة القيام وشدة الوجع).فهو هنا يعلق على وصف جالينوس للرحم الباردة المزاج المسببة للعقم بألية احتباس الطمث وانسداد العروق والغذاء عن الجنين وتبريدها للمني الذكري والأنثوي وبالتالي رداءة نوع المني, ويضيف بضرورة معالجة تغير المزاج باختيار مزاج معاكس له في الزوج أو الزوجة, وركز على التثبت من عدم وجود سبب أخر لذلك, ووصف تجربة للتحقق من فساد مزاج الرحم أو انسداده وهي التبخير بالأفاوية والتي تحدد وجود سدة أو رطوبة باردة أو جفاف الرحم.

   وفي الصفحة ص104 يقول :( على ما رأيت لابن ماسويه: الحبل يمتنع إما لسوء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل ، فابحث أولا عن حال التدبير بالعلاقات التي تخص، ثم عن حال أعضاء التناسل منها، ويعرف ذلك من كمية المني وكيفيته والحيض، فإنه متى كان إحدهما نزرا قليلاً أو منتناً أو شديد الرقة أو الغلظ استدللت بذلك على سوء المزاج الذي يولده وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت وقد يمتنع لكثرة ما سال من الطمث ويحتاج إلى اسخان ومن دشنيذ في فم الرحم، ويكون قد تقدمه بول الدم ووجع ومن السمن والهزال الشديد ويحتاجان إلى الضد.)

ومن هذين القولين نستنتج أن الرازي لم يخرج عما قاله السابقون له وإن علق عليه وشرحه, فهو يرى أن سبب العقم أما من أسواء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل ويحدد علامات أسواء المزاج المفسدة للمني, ويقول بأن من الأسباب عدم توافق الأنزالين, وأفات عنق الرحم وعلل الطمث والهزال والسمن الشديدين, انغلاق أفواه العروق ونقص القوة الماسكة للمني في الرحم . كما نجد إشارات عديدة إلى اسباب العقم وعلاماته وعلاجاته متفرقة ضمن الكتاب ونذكرها ضمن الترتيب الذي وضعه الرازي لأسباب العقم:

أسباب تختص بالنساء

في الصفحة ص 92 يقول:( وعن بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع).

أي يقسم أفات الرحم المسببة للعقم إلى أفات ناجمة عن أسواء المزاج وأخرى ناجمة عن أفات موضعية, كما نجد ذكر لعدد من الأسباب التي أقترحها الرازي لتكون مسبباً للعقم الأنثوي.

1-أسواء المزاج: بالإضافة إلى ماذكرنا سابقاً نجده  يقول في الصفحة 86:  ( وقد يكون العقم أيضاً من كثرة سيلان الطمث فيبرد لذلك الرحم، واستدل على الرطوبة بسائر دلائل الخراج وبكثرة ما يسيل من الرحم من النداوة,واستدل على اليبس بجفاف فم الرحم وصلابته ، ويكون العقم من كثرة اللحم .) وقصده من أسواء المزاج الرحمية ما قاله نقلا عن جالينوس بأن المزاج البارد هو المفسد للمني والمسبب للعقم لأسباب عديدة منها تبريد المني أو نقص الغذاء عنه بانسداد العروق التي في الرحم أو باحتباس الطمث.وهنا نجده يقول أن كثرة سيلان الطمث ايضاً تحدث برداً في الرحم ويستدل عليها من سيلان رطوبات باردة من الرحم.ومن ثم يذكر وفي الصفحةص89 يقول:(عن أهرن: استدل على فساد مزاج الرحم الحار أن النطفة تفسد بذلك من شدة مزاج المرأة وقضفها وصفرة اللون وانصباغ بولها وسرعته نبضها، وبالجملة بجيمع ما يستدل على الجسم إلى سخن وتخص دلائل مزاج الرحم خاصة بما يخرج من الحيض إذا كان حاراً جداً، واستدل على أنه تفسد النطفة من أجل البرد لضداد هذه والحيض الرقيق الأصفر والأبيض، واستعن مع ذلك بالتدبير وسائر الأسباب والأمراض التي  تقدمت)

ويقول في الصفحة 86(وقد يكون في الرحم يبس شديد يتبين له المجامع فلا يصيب له لذة لشدة يبسه وهذا هو الذي يسميه الأطباء العاقر باطلاق)

ويقول في الصفحة 96:(قد تفسد النطفة لخلال فتفقد مزاج الرجل والمرأة وتعرف مزاجها ولونها ودم الحيض في بياضه ورقته والتدبير المتقدم وقد يفرط خروج دم الحيض فتبرد الأرحام فتفسد النطفة)

ص86:(شرب الماء البارد وماء الثلج يجعل النساء عواقر لأنه يفسد نظام الطمث، وكثرة استعمال البلاد الباردة تعسر فيها الولادة والحارة تسهل فيها) من كل ما ذكر نجد ان الرازي حافظ على نفس النظرية المفسرة لسوء مزاج الرحم ودوره في العقم ولكنه يقول بأن كل الأمزجة غير المعتدلة قد تسبب العقم وليس المزاج البارد فقط. وتعرف بالعلامات العامة للمزاج وبتغير المني وأحوال الطمث وصفاته.

2-أنقطاع الطمث:

يقول في ص86:(النساء اللواتي لا يحبلن في الأكثر هن اللواتي لا تنقى أبدانهن بدرور الطمث لكن يحتبس ويفسد فيهن.), ويقول في ص102 : (*لى* المرأة القليلة الحيض النزرة غير موافقة للتوليد لأن ذلك يكون إما من قلة دم الجسم أو من تكاثف أفواه عروق الرحم، وليس منها واحد موافق، وتكاثف عروق الرحم لا تعلق لها مشيمة وإن تعلق خرج منه دم كثير غليظ كاف.). فعدم الطمث في اعتقاد الرازي مرض ناجم عن أما قلة دم الأم أو انسداد فوهات العروق الرحمية وبالتالي امتناع الغذاء عن المشيمة.

3- عدم الجماع أو الأفراط فيه: يقول في ص 93 : (، وقد يكون العقم أيضاً لأن المرأة لا تجامع دهراً فيبرد منيها ويفسد مزاج رحمها إلى البرد،)

(وقد يبطل الحبل أيضاً الإلحاح من الرجل والمرأة على الجماع)

(ويفسد أيضاً كون عدم الحبل لبعد عهد المرأة بالجماع،) فعدم الجماع واحتباس المني الأنثوي في اعتقادهم يسبب تبريداً للرحم وهو الأساس في حدوث العقم .

4-نقص القوة الماسكة:إذ يقول:(وقلة الرياضة والتعب وقلة النقاء من الطمث يورث العقم لأنه يجعل فم العروق التي في فم الرحم فيها بلغم لزج يؤمن القوة الجاذبة ولا يجذب المنى بقوة ولا يتعلق أيضاً المنى إذا وقع فيه ولا ينبسط نعما)

كما يقول(وقد يمتنع الحبل من رطوبة الرحم وإملاسه وينبغي أن تجفف بشياف حارة يسيل منها الرطوبات) فهو لم يخرج عن النظرية القائلة بوجود قوة جاذبة للمني داخل الرحم بضعفها يحدث العقم وهي تضعف بقلة الطمث واخلاط بلغمية لزجة في فوهات العروق.

5-السمنة: يقول بعلاقة السمنة بالعقم وعسر الولادة و يكرر ذلك في أكثر من موضع:

(ويكون العقم من كثرة اللحم.....وقد يكون من زيادة  الشحم ومن قروح كانت في الأمعاء فأفسدت بعض الأشكال).(السمينة لا تكاد تعلق فإن علقت أسقطت أو عسر ولادها).(المرأة السمينة إذا تفرغت الرطوبة من رحمها ويسخن الرحم علقت وأكثر ذلك لا تعلق فإن علقت اسقطت والمرأة السمينة وإن لم تسقط فهو ضعيف مهين). ولكنه لم يحدد العلاقة السببية بين العقم والسمنة وإن عالجها بالتنحيف.

6-أفات الرحم بالخاصة : يقول في ص107:( قد يمتنع الحبل من فم الرحم فاستعمل ميلاً من أسرب قليلاً ويمسح بدواء ملين وتسقى شراباً ويكثر الحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بالسوية يشرب منه على الريق كل يوم ولتأكل كرنباً ، ويعين على الحبل الفرزجات الحارة والجلوس في مياه حارة بعد تنقية الجسم بالمسهل)

وفي ص92:( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه)

7-كبر عمر المرأة أو صغر سنها:يقول الرازي (المرأة تسرع العلوق من خمسة عشر عاماً إلى أربعين وليس رحمها بمائل إلى إحدى الكيفيات ميل إفراط، والتي تحيض في وقت حيضها المعتدلة الطعام الفرحة النفس، وإن علقت المرأة قبل اثنتي عشرة عاماً هلكت  لصغر رحمها في الأمر الأكثر وقلّ ما تعلق ، فالمرأة الحديثة المعمولة الدائم ذلك عليها إذا كان شديداً لا تعلق، والتي لا تتحم دائماًَ). فقد حدد العمر الذي يحدث فيه الحمل دون أن يعلم لم لا يحدث بعده أو قبله, وربط حدوث الحمل بجملة من العلامات المناسبة للحمل.

  وفي ص108(عن ميسوسن في القوابل: التي تسرع العلوق بالولد بنت خمسة عشر عاماً إلى أربعين، التي ليس رحمها بجاس ولا مسترخ جداً ولا مفرط في الحر والبرد، التي تحيض وقت حيضها المعتدلة الأكل والشراب الفرجة المسرورة من علقت قبل خمس عشرة سنة خفيف عليها الموت لأن رحمها 20 صغير  فلا تلد إلا بمشقة شديدة، والمرأة الدائمة الحزن والهم لا تعلق ، والتي تتخم كثيراً لا تعلق، أوفق الوقت للعلوق في آخر الحيض ونقصه، وإذا كان الجسم معتدلاً ليس بممتلئ من الطعام والشراب، وفي أول وقت الطمث لا تعلق لأن الرحم ممتلئة رطوبة غير موافقة للجذب) فقد حدد العمر الذي يحدث فيه الحمل دون أن يعلم لم لا يحدث بعده أو قبله, وربط حدوث الحمل بجملة من العلامات المناسبة للحمل.

الآفات و العلل التي في الذكر:

يقول الرازي:( من مسائل أرسطاطاليس:إن السكران في أكثر الأمر لا ينتج)

كما ذكر في مواضع أخرى أن السكران والولد والشيخ لا ينتجون , وأن الاكثار من الجماع أو طول الانقطاع عنه يولد العقم لدى الذكر.

1-أفات الخصية: يذكر في ص85:(في العقم: متى قطعت البيضتان أو رضتا وإن بردت البيضتان تبريداً شديداً لم يولد لذلك الحيوان، فإن عرض للبيضتين ورم صلب لم تولد أيضاً.) فأذية الخصية أو اصابتها أو تبريدها بشدة كله يسبب العقم بأذية تولد المني , وهنا نجده يخالف ابن سينا الذي يقول بتولد المني من أعضاء الجسم جميعاً.

2-علل المني

ذكر عدداً من العلل التي تصيب مني الرجل وتسبب فساده ومنها ما ذكرناه عن فساد مزاج الرحم. وقال أيضاً بضرورة توافق الأنزالين لحدوث الحمل:(وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت)

ويقول في أن اسباب فساد النطاف عديدة ويذكر منه كثرة الجماع والتعب والامتناع عن الجماع ونوع الطعام, كما يذكر صفات للمني يستدل منها على قدرتها على التولد فيقول في ص98: (النطفة تفسد لادمان الجماع والاعياء والتعب وإتيان الجوارى التي لم يبلغن والبهائم والإضراب عن الجماع كثيراً وترك الدسم وأكله ولزوم الحموضة والملوحة وهذا وشبهه يجعله غير منجب، والنطفة الرقيقة جداً والغليظة والمنتنة والتي لها لون غريب والتي يحس الإحليل بحرارتها إذا خرجت كلها لا تنجب، والباردة اللمس جداً والنطفة الصحيحة بيضاء لزجة براقة يقع عليها الذباب وينال منها وريحها كريح الطلع والياسمين فهذه تنجب.) ويقول: ( إذا كان المني رقيقاً لم يتهيأ أن يكون صاحب الغشاء الأول وذلك أنه في اجتذاب الرحم له ينخرق ويكون ذلك سبباً لخروج المني وسقوطه من الأنثى.)

   العلامات:

ذكر الرازي عدداً كبيراً من العلامات الدالة على العقم وأسبابه ومنها:

(وقد يكون العقم أيضاً ومن كثرة سيلان الطمث فيبرد لذلك الرحم، واستدل على الرطوبة بسائر دلائل المزاج وبكثرة ما يسيل من الرحم من النداوة،)

واستدل على فساد مزاج الرحم أو اعتداله من باب المزاج والتبخير بالأدوية التي هي الأفاوية كاف في ذلك وذلك أن الرحم البارد اليابس لا ينفذ فيه البخور حتى يصل إلى الفم والمنخر لتكاثفه، والرطب ينفذ فيه شيء ضعيف لأنه يغمر ذلك البخور ويضعفه، وأما الحار فإنه يغير كيفية ذلك البخور إلى الريح وهذا النوع فقط يحتاج [ إلى ] أن يضم إليه استدلال آخر، لأن الدليل فيه من باب البخور أضعف ميلاً لرقته على أن هذا المزاج قلّ ما يعرض لبرودة النساء ورطوبتهن، وهذا المزاج إنما يعرض للمرأة الأدماء الزباء القضيفة، فضم هذا إليه، وإذا حدث بالحامل زحير كان سبباً لأن تسقط لاتصال الرحم بالمعي المستقيم وشدة تعب الجسم بكثرة القيام وشدة الوجع)

(واستدل على اليبس بجفاف فم الرحم وصلابته، ويكون العقم من كثرة اللحم )

ص89:(أهرن: استدل على فساد مزاج الرحم الحار أن النطفة تفسد بذلك من شدة مزاج المرأة وقضفها وصفرة اللون وانصباغ بولها وسرعته نبضها، وبالجملة بجيمع ما يستدل على الجسم إلى سخن وتخص دلائل مزاج الرحم خاصة بما يخرج من الحيض إذا كان حاراً جداً، واستدل على أنه تفسد النطفة من أجل البرد لصداد هذه والحيض الرقيق الأصفر والأبيض، واستعن مع ذلك بالتدبير وسائر الأسباب والأمراض التي تقدمت)

(وقد يكون في الرحم يبس شديد يتبين له المجامع فلا يصيب له لذة لشدة يبسه وهذا هو الذي يسميه الأطباء العاقر باطلاق)

(قد تفسد النطفة لخلال فتفقد مزاج الرجل والمرأة وتعرف مزاجها ولونها ودم الحيض في بياضه ورقته والتدبير المتقدم وقد يفرط خروج دم الحيض فتبرد الأرحام فتفسد النطفة)

ص94:( من الاختصارات قال: وقد يعرض امتناع الحبل لميلان الرحم إلى الجوانب فأمر القابلة أن تدخل اصبعها وتنظر إلى أي جانب هو مائل، فإن كان من الجانب الذي مالت إليه عروقه ممتلئة وفيه غلظ فافصد من رجلها المحاذية لذلك الجانب، وإن كان هناك تقلص وتكمش لاغلظ فالحقن والحمولات اللينة والحمام والآبزن)

ص92:( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع.)

(الحبل يمتنع إما لسوء مزاج بالرجل والمرأة إما في جملة الجسم وإما في أعضاء التناسل، فابحث أولا عن حال التدبير بالعلاقات التي تخص، ثم عن حال أعضاء التناسل منها، ويعرف ذلك من كمية المني وكيفيته والحيض، فإنه متى كان إحدهما نزرا قليلاً أو منتناً أو شديد الرقة أو الغلظ استدللت بذلك على سوء المزاج الذي يولده وقد يمنع الحبل من أن يقضى الرجل حاجته ولا تقضيه المرأة فإن الحبل لهما يلتئم أن يلتقي في وقت واحد، فينبغي أن يعرف ذلك الرجل من عيني المرأة واسترخائها وتقضي حاجته ذلك الوقت وقد يمتنع لكثرة ما سال من الطمث ويحتاج إلى اسخان ومن دشنيذ في فم الرحم، ويكون قد تقدمه بول الدم ووجع ومن السمن والهزال الشديد ويحتاجان إلى الضد.)

يعمد الرازي إلى ذكر علامة كل سبب من الأسباب في موقعه فعلامات اسواء المزاج واضحة بالعلامات العامة لتغير المزاج والعلامات المشاهدة بفحص عنق الرحم وبفحص الطمث والسائل المنوي وقد حددنا سابقاً ما اعتبره الرازي صفات الطمث وصفات السائل المنوي التي يتولد منها. أما علامات باقي الأفات من السمنة وكثرة الجماع وانقطاع الطمث وانسداد فم الرحم واصابة الخصية فواضحة وظاهرة يستدل عليها بحدوث اسبابها.

العلاجات:

يذكر الرازي العديد من العلاجات التي يغلب عليها الحقن بما يعتبره الرازي مواد مسخنة, وبعلاج سوء المزاج بالضد منه ,وبالاستفراغ وبالفصد .وفي حالات انقطاع الطمث يعالج بما يسميها المدرات للطمث.كما ذكر عدداً من الوصفات الهدف منها إسراع الحمل وليس علاج العقم.أما انسداد عنق الرحم فعالجه جراحياً باستخدام ميل من الرصاص, واما السمينة فعالجها بالتهزيل وبفرزجات مفرغة للرطوبات التي في رحمها بالإضافة للمسهلات.

ص90:( وعالج التي لا تحبل من يبس في الرحم بالحقن وتتحمل شحم البط وأطعمها الاسفيذباج ولحوم الجذاء وتسقىلبن الماعز حليباً وطلبخاً، وما كان لزوال الرحم إلى فوق أو إلى جانب فبالفصد من الصافن لينزل، وتقصد من الناحية المائلة إليها الرحم وتحتمل الأشياء الملينة المسخنة لى والمدرة للطمث وإن ذلك لزوال الرحم لا من دم كثير اجتمع في عروق الرحم لكن لرطوبات ويعرف ذلك من التدبير والسحنة والمزاج فانفضها بحب المنتن في كل أربعة أيام، وتتمرخ بدهن الرازقى وتحتقن 20 بحقن حارة لطيفة كدهن الحبة الخضراء أو دهن الجوز وطبيخ الحلبة.إسراع الحبل: تحمل المرأة إنفخى أرنب مسحوقة بدهن بنفسج وتحتمل بصوفة بعد الاغتسال من دم الحيض أو من مرارة الأسد ومرارة الذئب أو من مرارة الأرنب أو من مرارة الحمام من أيها شئت نصف درهم مع دهن ناردين حين تغتسل من الحيض، وينفع من ذلك دخنة مر ولبنى وقنة بالسوية تجعل قرصة بعد الدق بشراب وتبخر بمثقال منها ).

ص92: ( بولس: الحمل يمتنع إما لإنسداد فم الرحم، وعلاجه مذكور في بابه، وإما لفساد مزاج مع مادة أو بلا مادة، فاستدل عليه بالدلائل ثم قابل سوء المزاج بالمبدلة والذي مع مادة بالاستفراغ وتبديل المزاج وقد ذكرنا دلائل الرحم الحار والبارد والذي بخلط خام غليظ بالدلائل والتدبير المتقدم ولون الطمث ولين الموضع).

ص89(ابن سرابيون: فرزجة عجيبة للتي لا تحمل: زعفران حماماً سنبل إكليل الملك من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف ساذج قردماناً أوقية أوقية شحم الأوز وصفرة البيض أو قيتان دهن ناردين نصف أوقية تحتمل  بصوفة آسما نجونية بعد الطهر والاغتسال ثلاثة أيام بحذر كل يوم ثم يدنو إليها ، وينفع لذلك شرب نشارة العاج فإنه يفعل ذلك بخاصة وتحتمل إنفخة أرنب وبعره، ومما يعين على ذلك جداً الفرازيج المسخنة الطيبة الريح يحتمل وينام عليها كله ويجامع شهراً . فرزجة: مر أربعة دراهم بعر الأرنب من كل واحد درهما نتهيأ فرزجة وتحتمل (ص124) ويغير في كل ثلاثة أيام فلوّطه أسبوعاً، ومن كانت يزلق منها المني ويخرج عنها سريعاً اتخذ لها فرزجة من المسخنة والقابضة وأكثر القابضة الطيبة لتجذب وتقوي على الإمساك وحملها أياماً (الف ب 213) مثل السنبل والزعفرانم والشبث والسك والمسك ونحو ذلك والدار شيشعان عجيب له، وجوز السرو ومر وميعة سائلة وحب الغار وبازرد اعجنها بشراب ، وهذه تستعملها القوابل، ومن لا تحتمل من الشحم فافصدهن واسهلهن وحملهن عسلاً مصفى وسكنجبيناً ومقلا ودهن سوسن ومرا في صوفة آسمانجونية، واحقن قبلها بشحم حنظل مطبوخ فإنه يخرج منها رطوبة كثيرة وحملها صمغ كنكر فإنه يخرج من رحمها رطوبة كثيرة بقوة وتنقية. حقنة جيدة، التي في رحمها رطوبة كثيرة وتسقط لذلك وعلامته أن ترى بعد الجماع بللا كثيراً جداً: قشور كندر وسعد مرصوص جزء جزء نصف جزء يطبخ بستة أمثاله ماء حتى يبقى ربع الماء يصفى ويحقن بأربع أوراق في كل ثلاثة أيام ويحملن أشياء قابضة).

ص99: (في الأرحام: النساء اللواتي لا يحملن من الشحم: اقطع عرقها ثم حملها فرزجة من عسل ودهن سوسن والمر يجعل فرزجة ويعالج بالحقنة التي يدخلها شحم البط ثلاث مرات).

ص97 (احتمال الانفحة مع زبد بعد الطهر يعين على الحبل ، وقال : بزر الأبخرة البري إذا شرب كذلك ، بزر ساساليوس تسقى منه المواشي الإناث ليكثر النتاج، قال : رب الحصرم يدبغ معد الحوامل ويمنع الشهوات الرديئة جيدة للبطن.)

ص107:( قد يمتنع الحبل فم الرحم فاستعمل ميلاً من أسرب قليلاً ويمسح بدواء ملين وتسقى شراباً ويكثر الحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بالسوية يشرب منه على الريق كل يوم ولتأكل كرنباً ، ويعين على الحبل الفرزجات الحارة والجلوس في مياه حارة بعد تنقية الجسم بالمسهل)

ص106: ( أيام بعد الطهر ثم يجامع بعقب البخور، أو من ميعة سائلة فيها حب الغار يعجن بعسل ويحبب ويبخر بدرهم مرات ثلاثاً.)

ص103:(مسيح: تستعمل القوابل بخورات لمن لا تحبل فيها: زرنيخ أحمر وجوز السرو ويعجن بمعية سائلة ويبخر في قمع)

(أعالج اللواتي لا يحبلن بالشيافات الحارة تدمن احتماله المتخذ من البلسان ودهنه والبان والمسك وأظفار الطيب ونحوها ويعطى المعجونات الحارة فهذا علاجه على الأكثر، فإن أدمن عشرة أيام جومعت. قال: اتخذ أقراصاً من مر وميعة وحب الغار وبخرها به كل يوم. القرابادجين العتيق: يسكن غثى الحوامل لبن البقر حليباً إذا شربته سكن).

ص96:( قال: النساء اللواتي لا يحبلن من الشحم عالجهن بعد الفصد بهذه الفرزجات: عسل ماذى ودهن سوسن ومر واحقنها بالحقن الحارة التي يدخل فيها شحم حنظل وتترك اللحم البتة والسمك والشحم. روفس في تهزيل السمين: المرأة السمينة إذا تفرغت الرطوبة من رحمها ويسخن الرحم علقت وأكثر ذلك لا تعلق فإن علقت اسقطت والمرأة السمينة وإن لم تسقط فهو ضعيف مهين.)

(*لى* يعطى عليه علامات التي لا تحمل من الشحم، افصدها ورضها وقلل غذاءها واعطها ثبادريطوس)

  بالمجمل لم يخرج الرازي عن النظرية السائدة في عصره عن تشريح الجهاز التناسلي ووظيفة الأعضاء وتولد المني والبييضات والية الالقاح والعلوق.







































الفصل الثالث

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند ابن سينا في كتابه القانون في الطب

ابن سينا حياته وأعماله

   وهو أبو علي بن عبد الله بن علي بن سينا, وهو أشهر من أن يذكر. عن أبو عبيد الجوجزاني, قال: قال الشيخ الرئيس( إن أبي كان رجلاً من أهل بلخ, وانتقل إلى بخارى في أيام نوح بن منصور واشتعل بالتصرف, وتولى العمل في أثناء أيامه بقرية يقال لها خرميثن من ضياع بخارى, وهي من أمهات القرى, وبقربها قرية يقال لها أفشنة, وتزوج والدي منها بوالدتي وقطن بها, وولدت بها, ثم ولد أخي, ثم انتقلنا إلى بخارى. وأحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب, وأكملت العشر من العمر وقد أتيت على القرآن وعلى الكثير من الأدب, حتى كان يقضى مني العجب. وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين وبعد من الإسماعيلية.وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل على الوجه الذي يقولونه ولا تقبله نفسي, وابتدأوا يدعونني أيضاً إليه, ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة وحساب الهند, وأخذ يوجهني إلى رجل يبيع البقل ويقوم بحساب الهند حتى أتعلمه منه. ثم جاء إلى بخارى أبو عبد الله المتفلسف, وأنزله أبي دارنا رجاء تعليمي. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى إسماعيل الزاهد, وكنت من أجود السالكين, وألفت طرق المطالبة ووجوه الاعتراض على المجيب. ثم ابتدأت بكتاب إيساغوجي على النائلي. ولما ذكر لي حد الجنس, أنه هو على كثيرين مختلفين بالنوع في جواب ما هو. أخذت في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع بمثله, وتعجب مني كل العجب, وحذر والدي من شغلي بغير المعلم.وكان أي مسألة قالها لي أتصورها خيرأً منه, حتى قرأت ظواهر المنطق عليه. وأما دقائقه فلم يكن عنده منها خبرة. ثم أحكمت علم المنطق, وكتاب أقليدس توليته بنفسي. ثم انتقلت إلى كتاب المجسطي وأخذت أحلب الكتاب بنفسي, ثم رحل النائلي إلى كركانج, واشتغلت بتحصيل الكتب من الفصوص والشروح من الطبيعي والإلهي, وصارت أبواب العلم تنفتح علي.ثم رغبت في علم الطب وصرت أقرأ الكتب المصنفة فيه, وعلم الطب ليس من العلوم الصعبة. فلا جرم أني برزت فيه في أقل مدة حتى بدأ أفاضل الطب يقرئون علي علم الطب. وتعهدت المرضى فانفتح علي من أبواب المعالجات المقتبسة من التجربة ما لا يوصف, وأنا مع ذلك اختلف إلى الفقه وأناظر فيه, وأنا في هذا الوقت من أبناء ست عشرة سنة. ثم توفرت على العلم والقراءة سنة ونصف, فأعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة. وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها ولا اشتغلت النهار بغيره وجمعت بين يدي ظهوراً, فكل حجة كنت أنظر فيها أثبت مقدمات قياسية, ورتبتها في تلك الظهور, ثم نظرت فيما عساه تنتج, وراعيت شروط مقدماته حتى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة, وكلما كنت أتحير في مسألة ولم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياسها, ترددت إلى الجامع, وصليت وابتهلت إلى مبدع الكل حتى فتح لي المنغلق.حتى استحكم معي جميع العلوم, ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني وكل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته الآن لم أزدد فيه إلى اليوم.

  وللشيخ الرئيس من الكتب: كتاب القانون في الطب. اللواحق. الشفاء. جمع جميع العلوم الأربعة. كتاب الحاصل والمحصول. كتاب البر والإثم. كتاب الأنصاف. كتاب المجموع.كتاب الأوسط الجرجاني.كتاب المبدأ والمعاد في النفس. كتاب الأرصاد الكلية. كتاب لسان العرب في اللغة. كتاب دانش مايه بالفارسية.كتاب النجاة.كتاب الإشارات والتنبيهات.كتاب الهداية في الحكمة.كتاب القولنج.رسالة حي بن يقظان. كتاب الأدوية القلبية.مقالة في النبض.مقالة في مخارج الحروف.مقالة في القوى الطبيعية. كتاب الحدود. كتاب عيون الحكمة يجمع العلوم الثلاثة. الخطب التوحيدية في الإلهيات. كتاب الموجز الكبير في المنطق. وغيرها من الكتب والرسائل كثير.  



  أراء ابن سينا في أسباب وأعراض وعلامات العقم وتدبيره:

  ذكر ابن سينا الكثير عن العقم وعسر الحبل وضعه في فصل مستقل( في العقر وعسر الحبل) عن باقي الفصول من الكتاب الثالث من الفن الحادي والعشرون: في أحوال أعضاء التناسل.

أسباب عسر الحبل والعقم:

   يقول ابن سينا في سبب العقم: ( سبب العقر، إما في مني (Sperm) الرجل، أو في مني (Sperm) المرأة، وأما في أعضاء الرحم (Organ)، (Uterus) وإما في أعضاء (Organ) القضيب (Penis) وآلات المني، أو السبب المبادي كالغم، والخوف، والفزع، وأوجاع الرأس، وضعف الهضم، والتخمة، وأما لخلط طارئ، أما السبب الذي في المني، فهو مثل سوء المزاج مخالف لقوة التوليد الحار، أو بارد من برد (Cold) طبيعي، أو برد (Cold) وطول احتباس واسر، أو رطوبة، أو يبوسة، وسبب ذلك الأغذية الغير الموافقة، والحموضات أيضاً، فإنها في جملة ما يبرد وييبس، وقد يكون السبب الذي في المني (Sperm) سوء المزاج ليس مانعاً للتوليد، بل معسراً له، أو مفسداً لما يأتي الرحم (Uterus) من غذاء الصبي، وقد يكون السبب في المني، أن يكون مني (Sperm) الرجل مخالف التأثير لما في مني المرأة (Sperm)، مستعداً لقبوله، أو مشاركاً على أحد المذهبين، فلا يحدث بينهما ولد، ولو بدل كل مصاحبه أو شك أن يكون لهما ولد. وربما كان تخالف المنيين لسبب سوء مزاج في كل واحد منهما لا يعتدل بالآخر، بل يزيد به فساداً، فإذا بدلا صادف كل واحد منهما ما يعدله بالتضاد فاعتدلا، ومن جنس المني (Sperm) الذي لا يولّد مني (Sperm) الصبي، والسكران، وصاحب التخمة، والشيخ، ومني من يكثر الباه، ومن ليس بدنه بصحيح، فإن المني (Sperm) يسيل من كل عضو، ويكون سن السليم سليماً، ومن السقيم سقيماً على ما قاله (أبقراط) وهذه الأحوال كلها قد تكون موجودة في المنيين جميعاً، وقد قالوا أن من أسباب فساد مني (Sperm) الرجل، إتيان اللواتي لم يبلغن، وهذا يجري مجرى الخواص، وأما السبب الذي في الرحم، (Uterus) فإما سوء مفسد للمني، وأكثره برد (Cold) مجمد له، كما يعرض من شرب الماء البارد للنساء بما يبرد، وكذلك الرجال، وربما يغير أجزاء الطمث، وربما يضيق من مسام (Pores) الطمث، فلا ينصب الطمث (Menstruation) إلى الجنين، وربما كان مع مادة، أو رطوبات (Moisture) تفسد المني (Sperm) أيضاً لمخالطته، أو مجفف، أو محلل، أو مرطب، أو مزلق مضعف للماسكة، فهو كثير، أو مضعف للقوة الجاذبة للمني، فلا يجذب المني (Sperm) بقوة، أو مضيق لمجاري الغذاء من حر، أو يبس، أو برد، أو مفسد لغذاء الصبي، أو مانع إياه عن الوصول لانضمام من الرحم، (Uterus) الباردة الرطبة ما يعرض للبرز الأراضي النزة، وفي المزاج الحار (Hot temper) اليابس ما يعرض في الأراضي التي فيها نورة مبثوثة، وإما لانقطاع المادة، وهو دم (Blood) الطمث، إذا كان الرحم (Uterus) يعجز عن جذبه، وإيصاله، وإما لميلان فيه، أو انقلاب، أو لسدة، أو انضمام من فم الرحم (Uterus) قبل الحبل لسدة، أو صلابة، أو لحم زائد ثؤلولي، أو غير ثؤلولي، أو التحام قروح، أو برد (Cold) مقبض، وغير ذلك من أسباب السدة، أو يبس فلا ينفذ فيه المني، أو ضعف، أو انضمام بعد الحبل، فلا يمسكه، أو كثرة شحم مزلق، وقد يكون بشركة البدن كله، وقد يكون في الرحم (Uterus) خاصة والثرب، أو في الرحم (Uterus) وحدها، وإذا كثر الشحم على الثرب عصر وضيّق على المني، وأخرجه بعصره وفعله هذا، أو لشدة هزال في البدن كله، أو في الرحم (Uterus) أو آفة (Disorder) في الرحم (Uterus) من ورم وقروح، وبواسير (Piles) وزوائد لحمية مانعة، وربما كان في فمه شيء صلب كالقضيب، يمنع دخول الذكر والمني، أو قروح اندملت، فملأت الرحم (Uterus) وسدت فوهات العروق (Vessel) الطوامث، أو خشونة (Harshness) فم الرحم، (Uterus) وأما السبب الكائن في أعضاء (Organ) التوليد، فإما ضعف أوعية المني، أو فساد عارض لمزاجها، كمن يقطع أوردة أذنه من خلف، أو تبطّ منه المثانة (Bladder) عن حصاة، فيشارك الضرر أعضاء (Organ) التوليد، وربما قطع شيء من عصبها، ويورث ضعفاً في أوعية المني، وفي قوتها المولدة للمني، والزراقة له، وكذلك من يرضّ خصيته، أو تضمد بالشوكران، أو يشرب الكافور الكثير، وأما الكائن بسبب القضيب (Penis)، فمثل أن يكون قصيراً في الخلقة، أو لسبب السمن من الرجال، فيأخذ اللحم أكثره، أو منها، فيبعد من الرحم (Uterus) ولا يستوي فيه القضيب (Penis) أو منهما جميعاً، أو لاعوجاجه، أو لقصر الوترة، فيتخلى القضيب (Penis) عن المحاذاة، فلا يزرق المني (Sperm) إلى حلق (Pharynx) فم الرحم (Uterus) وأما السبب في المبادي، فقد عددناه بأنه لابد من أن تكون أعضاء (Organ) الهضم، أو أعضاء (Organ) الروح (Pneuma) قوية حتى يسهل العلوق، وأما الخطأ الطارئ، فإما عند الإنزال قبل الاشتمال، أو بعد الاشتمال، فأما عند الإنزال فإن تكون المرأة والرجل مختلفي زمان الجماع (Coitus) والإنزال ولا يزال، أحدهما يسبق بإنزاله، فإن كان السابق الرجل تركها ولم تنزل، وإن كانت السابقة المرأة، أنزل الرجل بعدما أنزلت المرأة فوقف فم رحمها عن حركات جذب المني (Sperm) فاغرة إليه فغراً بعد فغر منع جذب شديد الحس (The Sensation) يحس بذلك عند إنزالها، وإنما يفعل ذلك عند إنزالها، إما لتجذب ماء الرجل مع ما يسيل إليها من أوعية منيها الباطنة في الرحم (Uetrus) الصابة إلى داخله عند قوم، وإما لتجذب ماء نفسها إن كان الحق ما يقوله قوم آخرون، أن منيها – وإن تولد داخلاً- فإنه ينصب إلى خارج فم الرحم، (Uterus) ثم يبلعه فم الرحم (Uterus) لتكون حركتها إلى جذب مني (Sperm) نفسها من خارج منبهاً لها عند حركة منيها، فيجذب مع ذلك مني (Sperm) الرجل، فإنها لا تخص بإنزال الرجل، وأما الخطأ الطارئ بعد الاشتمال، فمثل حركة عنيفة من وثبة، أو صدمة، وسرعة قيام بعد الإنزال، ونحو ذلك بعد العلوق، فيزلق، أو مثل خوف يطرأ، أو شيء من سائر أسباب الإسقاط التي تذكرها في بابها، قال (أبقراط) لا يكون رجل البتة أبرد من امرأة، أي في مزاج أعضائه الرئيسة ومزاجه الأول، ومزاج منيه الصحي دون ما يعرض من أمزجة طارئة، وأعلم أن المرأة التي تلد وتحبل أقل أمراضاً من العاقر، إلا أنها تكون أضعف منها بدناً، وأسرع تعجيزاً، وأما العاقر فتكثر أمراضها، ويبطؤ تعجزها، وتكون كالشابة في أكثر عمرها.

يقسم ابن سينا أسباب العقر في قوله إلى: ( سبب العقر، إما في مني (Sperm) الرجل، أو في مني (Sperm) المرأة، وأما في أعضاء الرحم (Organ)، (Uterus) وإما في أعضاء (Organ) القضيب (Penis) وآلات المني، أو السبب المبادي كالغم، والخوف، والفزع، وأوجاع الرأس، وضعف الهضم، والتخمة، وأما لخلط طارئ)أي أن السبب إما علة في مني الرجل أو مني المرأة أو علة في أعضاء الذكر التناسلية أو في الرحم أو في الآلات المولدة , وقد يكون بسبب علة جسمية بدئية جهازية ,وقد يكون لخطأ أو سبب طارئ بدون علة مرضية ثابتة.

1-أسباب متعلقة بفساد المنيين مني الرجل أو مني الأنثى:إذ يذكر أسباباً تؤدي إلى فساد المني دون أن يحدد أي المنيين قصده, فيقول (أما السبب الذي في المني، فهو مثل سوء المزاج مخالف لقوة التوليد الحار، أو بارد من برد (Cold) طبيعي، أو برد (Cold) وطول احتباس واسر، أو رطوبة، أو يبوسة، وسبب ذلك الأغذية الغير الموافقة، والحموضات أيضاً، فإنها في جملة ما يبرد وييبس، وقد يكون السبب الذي في المني (Sperm) سوء المزاج ليس مانعاً للتوليد، بل معسراً له، أو مفسداً لما يأتي الرحم (Uterus) من غذاء الصبي، وقد يكون السبب في المني، أن يكون مني (Sperm) الرجل مخالف التأثير لما في مني المرأة (Sperm)، مستعداً لقبوله، أو مشاركاً على أحد المذهبين، فلا يحدث بينهما ولد، ولو بدل كل مصاحبه أو شك أن يكون لهما ولد. وربما كان تخالف المنيين لسبب سوء مزاج في كل واحد منهما لا يعتدل بالآخر، بل يزيد به فساداً، فإذا بدلا صادف كل واحد منهما ما يعدله بالتضاد فاعتدلا، ومن جنس المني (Sperm) الذي لا يولّد مني (Sperm) الصبي، والسكران، وصاحب التخمة، والشيخ، ومني من يكثر الباه، ومن ليس بدنه بصحيح، فإن المني (Sperm) يسيل من كل عضو، ويكون سن السليم سليماً، ومن السقيم سقيماً على ما قاله (أبقراط) وهذه الأحوال كلها قد تكون موجودة في المنيين جميعاً، وقد قالوا أن من أسباب فساد مني (Sperm) الرجل، إتيان اللواتي لم يبلغن، وهذا يجري مجرى الخواص) أي ذكر من الأسباب المفسدة للمنيين بدون تحديد لجنس المني فلم يفرق بين أسباب خاصة لمني الرجل وأخرى لفساد مني المرأة.أي انه لم يفرق بين أسباب ذكرية وأخرى أنثوية للعقم -كما هو الحال في الطب الحديث- وعلينا أن نذكر أن التشريح الدقيق لطبيعة مني المرأة -كما ذكره الاطباء العرب- يدلنا أن المقصود به ليس الإباضة الدورية الشهرية التي ندرسها وندرس عللها في العلم الحديث فابن سينا وغيرهم يقولون بنزول المني من المرأة ومن المبيضين وقت الجماع ويفسر ابن سينا عدة اراء كانت سائدة فيعصره حول آلية اتحاد هذين المنيين وتوليد الحياة. وهي تقارب ما نعلمه الآن من ضرورة التقاء الأعراس الذكرية والأنثوية لحدوث الالقاح ولكن بدون خروج ماء المرأة -كما يذكر ابن سينا - من الرحم ليجذب إليه مني الرجل, وبدون أن يكون أفضل وقت للإنزال هو قبيل الطمث, وغيرها من الأفكار التي تدل أن التقارب بين العلم الحديث والنظرية القديمة لم يأتي بالتجربة بل كان اقرب للصدفة في وضعهم لتفسير منطقي الأساس وليس تجريبيا أو مبنياً على تشريح دقيق أو معرفة حقيقية بالفيزيولوجيا الوظيفية للأعضاء التشريحية.ولهذا نرى في تعليله لأسباب فساد المني- مني الذكر أو مني الأنثى- تأكيده على العودة لنظرية الأمزجة والأخلاط لتفسيرها.فيقول أن أسباب ذلك تقسم إلى:

1-أسواء المزاج: إذ يرى ابن سينا وغيره من الأطباء في عصره أن المزاج الأنسب للتوليد هو المزاج الأقرب للحرارة منه للبرودة سواء عند الذكر أو الأنثى وأن تغير المزاج عن هذه الكيفية يعطل المني ويفسده سواء عند الذكر أو الأنثى - وإن كان ابن سينا يرى الأنثى ابرد من الذكر دوماً_ ويقول في سبب البرودة المفسدة أنها إما برد طبيعي من أصل المزاج الأول أو برد طارئ وهذا يكون سببه كما ذكر ابن سينا طول احتباس المني, فعدم الإنزال في رأي القدماء وطول احتباس المني سواء عند الذكر أو عند الأنثى مفسد لكليهما. وهو قول نعلم اليوم بعدم صحته علمياً.ويرد ذلك إلى تغير المزاج للرطوبة أو اليبس وأرجعها للأغذية غير الموافقة والحموضات(ما يبرد وييبس).

-         أسواء المزاج الغير مانعة للتوليد: وإنما تكون مفسدة له أو مفسدة لغذاء الجنين وهو هنا يخلط بين العقم وأسبابه وبين الإسقاط و أسبابه.

-اختلاف مني الرجل ومني المرأة:بقوله أن المنيين يكونا مخالفي التأثير رغم استعداد كل منهما للتوليد فلا يحدث أية حالة حمل رغم إن الرجل أو المرأة سليمين ظاهرياً ويمكن أن ينجبا من زيجات أخرى. وهذه الحالة النادرة تقابل ما نعرفه اليوم بالعقم ذو المنشأ المناعي والذي تحدث فيه عملية تعرف على المستضدات السطحية للنطف من قبل الكريات البيض الو الدية وتحدث ردة فعل مناعية تتجلى بإنتاج أضداد لهذه النطاف تسبب تراكمها وتخربها وتمنع الالقاح وقد تعالج الحالة بالأدوية المثبطة للمناعة أو بطرق الالقاح الصناعي المساعدة. وذكره لهذه الحالة كان من الممكن أن يفسر بنباهته وكشف دقيق للحالات السريرية المختلفة, أولا ذكره لحالة مشابهة فيما يليها ناجمة عن اختلاف المنيين ولكنهما يتعادلان باجتماعيهما معاً مما يؤكد على إن ذكرهم لهذه الحالة السابقة ربما أتى في سياق تحليل فلسفي لأسباب العقم وليس في سياق كشف سريري واضح لحالات سريرية تماثل ما نعرفه اليوم ومحاولة كشف سببها, لذلك نجد إنهم وإن أصابوا في العديد من المواقع ولكنهم أيضا اخطئوا في الكثير من المواقع, لأنهم ما زالوا معتمدين على النظرية الجالينوسية. كما نجد تناقض في قوله باختلاف مزاج المنيين بحيث يعدلا بعضيهما عند اجتماعيهما وبين قوله بأن الذكر أحر من الأنثى على العموم.

-جنس المني الذي لا يولد: يعدد هنا ابن سينا بعض العوامل التي يقول إنها تسبب العقم من جهة الرجل, كالسكران والصبي والشيخ وصاحب التخمة وإكثار الباه ومن ليس بدنه بصحيح وإتيان من لم يبلغن.وهي كلها حالات قد تؤثر على الخصوبة ولكن بآليات مختلفة وليست كلها تسبب تغير نوعية المني, آما قوله من ليس بدنه بصحيح فإن المني (Sperm) يسيل من كل عضو، ويكون من السليم سليماً، ومن السقيم سقيماً على ما قاله (أبقراط) فهو يدل على تمسكه بالنظرية اليونانية حول منشأ المني وتولده من الجسم عامة وخاصة الدماغ والقلب والكبد ويسير في أوعية البدن ليصل إلى الاقناد وهناك يجتمع ولهذا يكون لأمراض البدن العامة والبعيدة عن الاقناد تأثير في العقم بتأثيرها في نوعية المني الحاصل منها وهذا ينطبق على الرجل والمرأة. وهنا نجد ما يخالف كل المبادىء التشريحية والفيزيولوجية العامة والخاصة بأعضاء التناسل وتصنع النطاف والخلايا البيضية والية الاباضة. ولكن نذكر إن العديد من الأمراض الجهازية العامة المناعية والغدية والحموية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الاقناد الذكرية والأنثوية وتؤثر على الخصوبة وليس بالضرورة على نوعية المني.

2-أسباب متعلقة بأعضاء التناسل الذكرية: فهو يقول:(وأما الكائن بسبب القضيب (Penis)، فمثل أن يكون قصيراً في الخلقة، أو لسبب السمن من الرجال، فيأخذ اللحم أكثره، أو منها، فيبعد من الرحم (Uterus) ولا يستوي فيه القضيب (Penis) أو منهما جميعاً، أو لاعوجاجه، أو لقصر الوترة، فيتخلى القضيب (Penis) عن المحاذاة، فلا يزرق المني (Sperm) إلى حلق (Pharynx) فم الرحم ((Uterus)وهو هنا يتحدث عن بعض الأسباب التشريحية والوظيفية الخاصة بالذكر.

3-أسباب متعلقة بالرحم:

-يقول ابن سينا بوجود أخلاط موضعية تفسد المني داخل الرحم وان هذه الأخلاط بالضرورة باردة وعلل حدوثها إما بالا شربة الباردة وخاصة عند النساء وان الماء البارد يؤثر على الدورة الطمثية ويغيرها ويضيق مسام الطمث. وهذا ما لا يدعمه العلم الحديث ولكنه جاء تابعاً لنفس النظرية السابقة, يقول:( وأما السبب الذي في الرحم، (Uterus) فإما سوء مفسد للمني، وأكثره برد (Cold) مجمد له، كما يعرض من شرب الماء البارد للنساء بما يبرد، وكذلك الرجال، وربما يغير أجزاء الطمث، وربما يضيق من مسام (Pores) الطمث، فلا ينصب الطمث (Menstruation) إلى الجنين، )

- يذكر ابن سينا أن هذه المادة قد- إلى جانب التبريد- تكون مفسدة للمني داخل الرحم بالمخالطة معه أو بالتجفيف أو بالتحليل أو بالتزليق.

- وان هذه الرطوبات قد تعمل على إضعاف ما اعتقد انه قوة جاذبة للمني إلى داخل الرحم فلا يصعد المني لداخل الرحم وهنا يقصد المنيين معاً, أو قد تسد هذه الرطوبات فوهات الأوعية التي كانوا يدعونها بالنقر والتي ينصب منها الطمث لداخل الرحم وتحمل الغذاء للجنين سواء بسبب يبس أو برد أو حرارتها. وهنا أيضا يخلط ابن سينا بين أسباب الإسقاط الباكر وبين العقم:( وربما كان مع مادة، أو ر طوبات (Moisture) تفسد المني (Sperm) أيضاً لمخالطته، أو مجفف، أو محلل، أو مرطب، أو مزلق مضعف للماسكة، فهو كثير، أو مضعف للقوة الجاذبة للمني، فلا يجذب المني (Sperm) بقوة، أو مضيق لمجاري الغذاء من حر، أو يبس، أو برد، أو مفسد لغذاء الصبي، أو مانع إياه عن الوصول لانضمام من الرحم، شديد اليبس أو برد أو التحام قروح أو لحم ثؤلولي أو ليبس يستولي على الرحم فيفسد الغذاء, فربما بلغ من يبسها إن تشبه الجلود اليابسة أو يعرض للمني في الرحم (Uterus) الباردة الرطبة ما يعرض للبرز الأراضي النزة، وفي المزاج الحار (Hot temper) اليابس ما يعرض في الأراضي التي فيها نورة مبثوثة) وهنا نجد إن النظرية المسيطرة هي النظرية الفلسفية القياسية التي تقيس كل ظواهر الطب إلى ظواهر الطبيعة.فلا تمت بصلة إلى ما نعتبره اليوم من الوقائع التشريحية والفيزيولوجية المفسرة للعقم الأنثوي أو الذكري. فلا وجود لرطوبات داخل جوف الرحم تمنع وتزلق المني وتجففه أو تحلله, وان كان لا بد من أن نذكر إن بعض أفات الرحم بالخاصة كبعض التشوهات والآفات الورمية قد تسبب إعاقة في وصول النطاف إلى الخلية البيضية وتؤثر على الخصوبة كما إن أفات البوقين وآفات الجهاز التناسلي الالتهابية تؤثر على الإخصاب بعدة طرق ومنها إعاقة وصول النطاف.لذلك من الظاهر إن ابن سينا ومن قبله عرفوا العلاقة بين هذه لأمراض وبين العقم ولكنهم اخطأوا في تفسير هذه العلاقة.

-انقطاع المادة ويقصد بالمادة هنا الدم الطمثي فقد كان يعتقد انه ضروري للتوليد فهو يحتوي على الغذاء للجنين فإن كان بالرحم علة تمنع وصوله للجنين حدث العقم - وهنا نجد خلطاً بين أسباب العقم وأسباب الإسقاط- وذكر لذلك عدة أسباب

(إما لانقطاع المادة، وهو دم (Blood) الطمث، إذا كان الرحم (Uterus) يعجز عن جذبه، وإيصاله، وإما لميلان فيه، أو انقلاب، أو لسدة) وهنا نجد خلطا بين أسباب مؤدية لمنع وصول الطمث للمني وأسباب سدة الرحم المسببة لمنع وصول المني للرحم:(، أو انضمام من فم الرحم (Uterus) قبل الحبل لسدة، أو صلابة، أو لحم زائد ثؤلولي، أو غير ثؤلولي، أو التحام قروح، أو برد (Cold) مقبض، وغير ذلك من أسباب السدة، أو يبس فلا ينفذ فيه المني، أو ضعف، أو انضمام بعد الحبل، فلا يمسكه، أو كثرة شحم مزلق، وقد يكون بشركة البدن كله، وقد يكون في الرحم (Uterus) خاصة والثرب، أو في الرحم (Uterus) وحدها، وإذا كثر الشحم على الثرب عصر وضيّق على المني، وأخرجه بعصره وفعله هذا، أو لشدة هزال في البدن كله، أو في الرحم (Uterus) أو آفة (Disorder) في الرحم (Uterus) من ورم وقروح، وبواسير (Piles) وزوائد لحمية مانعة، وربما كان في فمه شيء صلب كالقضيب، يمنع دخول الذكر والمني، أو قروح اندملت، فملأت الرحم (Uterus) وسدت فوهات العروق (Vessel) الطوامث، أو خشونة (Harshness) فم الرحم، (Uterus).) و هنا نعود فنجد خلطاً بين الآفات التي ذكرها هنا كأسباب محتملة للسدة وهي التي تعني انسداد قناة الرحم في أي موضع من العنق وحتى فوهات العروق الموصلة للغذاء أو المني أو الطمث.وكل ما ذكر لا يقارب النظريات العلمية حول تأثير مختلف هذه العوامل على الإخصاب فالآفات العنقية تسبب منع المني الذكري من الوصول لداخل الرحم وكذلك بعض الآفات داخل الرحمية بسبب شغلها للمكان تسبب الإسقاطات الباكرة, كما كررت بعض هذه الآفات في مكان أخر, واعتقد إن عدم وضوح الرؤية لدى ابن سينا وغيره حول آلية الالقاح هو السبب في الغموض وكثرة التأويلات الخاطئة ولذلك يقول في قسم لاحق عن ما دعاه خلل طارىء.

4-أسباب متعلقة بأعضاء التوليد: وهنا لا نجد ابن سينا يقصد الاقناد كما نعلمها فهو لم يحدد أسبابا خصيوية أو مبيضية لقلة الخصوبة أو العقم فيقول:  (وأما السبب الكائن في أعضاء (Organ) التوليد، فإما ضعف أوعية المني، أو فساد عارض لمزاجها، كمن يقطع أوردة أذنه من خلف، أو تبطّ منه المثانة (Bladder) عن حصاة، فيشارك الضرر أعضاء (Organ) التوليد، وربما قطع شيء من عصبها، ويورث ضعفاً في أوعية المني، وفي قوتها المولدة للمني، والزراقة له، وكذلك من يرضّ خصيته، أو تضمد بالشوكران، أو يشرب الكافور الكثير). فبالعودة إلى تشريح ابن سينا نجد إن تولد المني لا يتم من الخصية أو المبيض إنما يتولد المني من أعضاء الجسم كله ويمر عبر أوعية الجسم الناقلة له من الدماغ وحتى الأقناد فإذا قطع أحد هذه العروق أو ضعف العضو أو تأذى بخلط ما أو تضررت الخصية بالرض أو بالأدوية فكل ذلك يسبب العقم بإحداث علة في المني وهذا يربطنا بالأسباب التي دعاها ابن سينا علل في المبادي, وكل ما سبق ليس بصحيح في تعليل العقم المرافق لأمراض جهازية متنوعة وإن كان ذكره لرضوض الخصية كسبب من أسباب العقم صحيحاً.

5-أسباب مرضية جهازية عامة: فيقول:(وأما السبب في المبادي، فقد عددناه بأنه لابد من أن تكون أعضاء (Organ) الهضم، أو أعضاء (Organ) الروح (Pneuma) قوية حتى يسهل العلوق)فهو يربط العقم بصحة البدن عامة وبصحة الهضم والتنفس والقلب وذلك بحسب رأيه لتسهيل العلوق وبالحقيقة فهناك علاقة بين صحة جسم الأم والأب وبين الخصوبة ولكن لأسباب متنوعة تختلف عما ذكره ابن سينا فبعضها لا يؤثر على نسب العقم ولكنه يزيد من فرص الإسقاطات الباكرة, وهنا نجد نفس الخلط بين أسباب العقم وأسباب الإسقاطات الباكرة.

6-أسباب طارئة ليست مرضية مستمرة أو ناجمة عن فساد المزاج:فيقول في تعريفها:( وأما الخطأ الطارئ، فإما عند الإنزال قبل الاشتمال، أو بعد الاشتمال، فأما عند الإنزال فإن تكون المرأة والرجل مختلفي زمان الجماع (Coitus) والإنزال ولا يزال، أحدوهما يسبق بإنزاله، فإن كان السابق الرجل تركها ولم تنزل، وإن كانت السابقة المرأة، أنزل الرجل بعدما أنزلت المرأة فوقف فم رحمها عن حركات جذب المني (Sperm) فاغرة إليه فغراً بعد فغر منع جذب شديد الحس (The Sensation) يحس بذلك عند إنزالها، وإنما يفعل ذلك عند إنزالها، إما لتجذب ماء الرجل مع ما يسيل إليها من أوعية منيها الباطنية في الرحم (Uterus) الصابة إلى داخله عند قوم، وإما لتجذب ماء نفسها إن كان الحق ما يقوله قوم آخرون، أن منيها – وإن تولد داخلاً- فإنه ينصب إلى خارج فم الرحم، (Uterus) ثم يبلعه فم الرحم (Uterus) لتكون حركتها إلى جذب مني (Sperm) نفسها من خارج منبهاً لها عند حركة منيها، فيجذب مع ذلك مني (Sperm) الرجل، فإنها لا تخص بإنزال الرجل، وأما الخطأ الطارئ بعد الاشتمال، فمثل حركة عنيفة من وثبة، أو صدمة، وسرعة قيام بعد الإنزال، ونحو ذلك بعد العلوق، فيزلق، أو مثل خوف يطرأ، أو شيء من سائر أسباب الإسقاط التي تذكرها في بابها)وهي علل وأسباب تتعلق بالإنزال دون خلل في المبادي أو المني أو الرحم أو القضيب.وهنا في نهاية هذا القسم نجد خلطاً بين أسباب العقم وأسباب الإسقاط. وأيضا هنا نجد ذكر لتصور الاطباء القدماء لفيزيولوجية عملية الالقاح. وهنا نجد خطأ في تعليل هذا القسم من العلل وفي آلية الاشتمال والالقاح ودور الرحم في ذلك. والشيء اللافت للنظر قولهم بوجود جذب ميكانيكي للمني لداخل الرحم فهو يشابه ما نقول أنه جذب كيميائي للحيوانات المنوية تجاه الخلية البيضية ووجود حركات حووية رحمية تساعد على حركة النطاف وكذلك حركة هدبية مستمرة من الخلايا المبطنة للرحم إلا إن الالقاح لا يحدث في جوف الرحم كما توقعوا إنما يحدث خارجه في الثلث الوحشي من القناة البوقية. كما لا توجد حركة يقوم بها عنق الرحم أو الرحم عامة لجذب المني لداخل الرحم.

  بالمجمل نقول أن ابن سينا ذكر عدداً من الأسباب المشابهة لمسببات العقم في الطب الحديث ولكنه في تفسيره لدورها أو تعليلها, بالإضافة لذكره الكثير من المسببات التي لا يذكرها الطب الحديث, ابتعد عن التشريح والفيزيولوجيا الوظيفية للجهاز التناسلي الأنثوي والذكري وعملية الاباضة والالقاح, كما يحددها العلم الحديث. واعتمد على النظرية الفلسفية القديمة لهذه العمليات مما أوقعه بالخطأ في ربط وخلط أسباب متنوعة في زمرة واحدة كما بينا أو في ذكر أسباب مرض أخر - الإسقاط- ضمن أسباب العقم وهما مرضان مختلفان تماماً.

العلامات الدالة على أسباب العقم أو عسر الحبل:

يفرد ابن سينا قسماً هاماً من الفصل المدروس لتبيان العلامات الدالة على كل حالة وكل سبب للعقم فهو يبدأ حيث انتهى السابقون له فيقول أن الكثير من التجارب -ويعدد بعضها- التي أجراها السابقون لتحديد العقم لا صحة لها وأن أقربها للحقيقة تجربة لتحديد العقم بالتبخير, وهو يعلل سبب عدم قبوله لهذه التجارب بوجود أسباب أخرى للعقم غير السدة وان للحمل موانع أخرى لا تكشفها هذه الاختبارات.فيقول:(العلامات: أما علامات أن العقر من أي المنيين كان، فقد قيل أشياء لا يحق صحتها، ولا نقضي فيها شيئاً، مثل ما قالوا أنه يجب أن يجرب المنيبان، فأيهما طفا في الماء، فالتقصير من جهته، قالوا ويصب البولان على أصل الخس، فأيهما جفف، فمنه التقصير، ومن ذلك قالوا أنه يؤخذ سبع حبات من حنطة، وسبع حبات من شعير، وسبع باقلآت، وتصير في إناء خزف، ويبول عليه أحداهما، ويترك سبعة أيام، فإن نبت الحب فلا عقر من جهته، وقالوا ما هو أبعد من هذا أيضاً، وأحسن ما قالوا في تجربة المرأة، أنه يجب أن يبخر رحم (Uterus) المرأة في قمع بخور رطيب، فإن نفذت منه الرائحة إلى فيها ومنخريها، فالسبب ليس منها، وإن لم ينفذ، فهناك سدد وأخلاط رديئة تمنع أن تصل رائحة البخور والطيب وقالوا تحتمل ثومة، وتنظر هل تجد رائحتها وطعمها من فوق، وأكثر دلالة على أن بها سدداً، أو ليست فإن كان بها سدد، فهو دليل عقر، وإن لم يكن بها سدد، فلا يبعد أن يكون للعقر أسباب أخر، وللحبل موانع أخرى)

-علامات الرطوبة المزلقة: يذكر إن علامة الرطوبة بقاء فم الرحم رطب:(وكل امرأة تطهر ويبقى فم رحمها رطباً فهي مزلقة)وهو هنا يخلط بين أسباب داخل رحمية وأسباب عنقية للعقم.

-علامات اعتلال المني:يقول ابن سينا إن الناجم عن اعتلال المزاج يغرف بعلامات اعتلال المزاج العامة, وبعلامات تظهر بفحص السائل المنوي عيانياً وعلى فحص عياني للجسم وللأشعار الجنسية ويعدد صفات ما نبحث عنه ويلجأ لفحص البول وفحص الجسد كاملاً ثم يعطي وصفاً عيانياً لما يقول أنه المني المولد:(وأما علامات المني (Sperm) وأعضائه في مزاجه ومزاجها، فيعرف كما علمت حرارته وبرودته من منيه، وإحساس المرأة بلمسه، ومن خثورته ورقته، ومن حال شعر (Hair) العانة، ومن لونه ورائحته، ومن سرعة النبض (Pulse) وبطئه، ومن صبغ القارورة وقلة صبغها، ومن مشاركة الجسد، أما الرطوبة (Moisture) واليبوسة، فتعرف من القلة مع الغلظ، والكثرة مع الرقة، والمني الصحيح هو الأبيض اللزج البراق الذي يقع عليه الذباب، ويأكل منه، وريحه الطلع، أو الياسمين)ونحن نعلم اليوم إن الفحص العياني للسائل المنوي لا يعطي إلا القليل من المعلومات عن صحة الحيوانات المنوية والتي تحتاج لفحص مجهري. أما فحص دم الطمث عيانياً فلم يعد هناك من حاجة إليه لأنه لا يعطي وصفاً لحالة الرحم أو الاباضة.ولكن فحص توزع أشعار العانة وغيرها من العلامات الجنسية تبقى جزء من الفحص السريري لحالات العقم ونقص الخصوبة.

-علامات انقطاع المادة أو احتباس الطمث: يقول( وأما علامات الطمث (Menstruation) وأعضائه في مزاجها، فيستدل عليه كما علمت، أما على الحرارة (Hat) والبرودة، فمن الملمس، ولون الطمث (Menstruation) أهو إلى صفرة وسواد، أو كدورة، أو بياض، ومن أحوال شعر (Hair) العانة، ويستدل على الرطوبة (Moisture) واليبوسة من الكثرة مع الرقة، ومن كون العينين (Eye) وارمتين كمدتين، فإن العين (Eye) تدل على الرحم (Uterus) عند (أبقراط) أو للقلة مع الغلظ، وأية امرأة طهرت، فلم يجف فم رحمها، بل كان رطباً، فإنها لا تحبل).وهو هنا يذكر علامات عامة وأخرى موضعة,وعن معرفة أحوال الرحم من الطمث وصفاته . والعلم الحديث لا يربط بين صفات الطمث العيانية وبين أفات الرحم. كما ربط بين أحوال العين وأحوال الرحم ربطاً لا علاقة له بما نعلمه اليوم.وكل تلك العلامات مستمدة من تصوراتهم الفلسفية.

علامات أخرى وعلامات العلل الظاهرة:( وأما السمن، والهزال، والشحم، وقصر القضيب (Penis)، واعوجاجه، وقصر الوترة، وانقلاب الرحم (Uterus) وحال الإنزالين، فأمور تعرف بالاختيار، والفروج الشحمية الثرب تكون ضيقة المداخل، بعيدته قصيرة القرون ناتئة البطون تنهز عند كل حركة، وتتأذى بأدنى رائحة، ويدل على ميلان الرحم (Uterus) أن يحس داخل الفرج (Valve) فإن لم يكن فم الرحم (Uterus) محاذياً فهو مائل، وصاحب الميلان والانقلاب يحس وجعاً عند المباضعة.)أما ميلا الرحم أو انقلابه فهولا يسبب ما ذكر من الأعراض وقد يربط ميلان الرحم بالعقم بشكل غير مباشر بوجود أسباب التهابية مسببة لالتصاقات حوضية أو أفات ما يسمى( داء البطانة الرحمية الهاجرة) والتي تحدث ما ذكره ابن سينا من أعراض بالإضافة لإحداثها العقم وميلان الرحم كاختلاطين لا علاقة مباشرة بينهما.

التدبير والعلاج:

يميز ابن سينا عدداً من الأسباب التي لا تفيد فيها المعالجة ثم يحدد خطين للعلاج في الحالات الأخرى فيقول:(تدبير هذا الباب ينقسم إلى وجهين: أحدهما التأني للأحبال والتلطف فيه والثاني معالجات الأسباب المانعة للحبل، وأما العاقر والعقيم خلقه والمنافي المزاج لصاحبه المحتاج إلى تبديله وقصر آلته، فلا دواء (Medicines) له، وكذلك الذي انسدت فوهات طمثها من قروح اندملت فملست، والتي تحتاج إلى تبديل الزوج، فليس يتعلق بالطبيب علاجها، وأما سائر ذلك، فله تدبير)وعلى الرغم من ذكره لكلمة عاقر فابن سينا لم يعرف العقر أو فصله عن عسرة الحبل كما سنجد عند غيره وإن ميزه بالغير قابل للعلاج.

في حديثه عن الخط الأول من العلاج يركز ابن سينا على ما يعتقد انه الظروف الأكثر ملائمة للاشتمال فيقول:( أما تفصيل الوجه الأول، فهو أنه يجب أن يختار أوفق الأوقات للجماع، وقد ذكرناه، ويختار منها أن يكون في آخر الحيض، وفي وقت مثل الوقت الذي يجب أن يجامع فيه لما ذكرناه، ويجب أن يتطاولاً ترك الجماع (Coitus) مطاولة لا يبلغ أن يفسد له المنيبان إلى البرد، فإن عرض ذلك استعمل الجماع (Coitus) على جهة لا يعلق ثم تركاه ريثما يعلم أن المني (Sperm) الجيد قد اجتمع، فيراعي منها أن يكون ذلك في وقت أول طهرها، وكذلك في كل بدن (Body) مدة أخرى، ثم يطاولان اللعب، وخصوصاً مع النساء اللواتي لا يكون مزاجهن رديئاً، فيمس الرجل ثدييها برفق، ويدغدغ عانتها، ويلقاها غير مخالط إياها الخلاط الحقيقي، فإذا شبقت ونشطت، خالطها محاكاً منها ما بين بظريها من فوق، فإن ذلك موضع لذتها، فيراعي منها الساعة التي يشتد منها اللزوم، وتأخذ عيناها في الاحمرار، ونفسها في الارتفاع، وكلامها في التبلبل، فيرسل هناك المني (Sperm) محاذياً لفم الرحم (Uterus) موسعاً لمكانه هناك قليلاً قدر ما لا يبلغه أثر من الهواء الخارج البتة فإنه في الحال يفسد ولا يصلح للإيلاد، وأعلم أنه إذا أرسل المني (Sperm) في شعبة قليلة، أو كان قضيبه لازماً للجدار المقابل، فربما ضاع المني، بل يجب أن ينال فم الرحم (Uterus) بوزن ما، ولا ينسد على الاحليل المخرج، بل يلزمها ساعة، وقد خالط بعد ذلك الخلاط الذي هو أشد استقصاء، حتى يرى أن فغرات فم الرحم (Uterus) ومتنفساته قد هدأت كل الهدوء، وبعد ذلك فيهدأ يسيراً، وهي فاحجة شائلة الوركين نازلة الظهر، ثم يقوم عنها ويتركها كذلك هنية ضامة الرجلين حابسة النفس، وإن نامت بعد ذلك، هو آكد للإغلاق وإن سبق استعمل عليها بخورات موافقة لهذا الشأن، كان ذلك أوفق، وحمولات، وخصوصاً الصموغ التي ليست بشديدة الحرارة (Hat) مثل المقل، وما يشبهه تحتمله قبل ذلك، ومما هو عجيب أن تكون المرأة تتبخر من تحت الرحم (Uterus) بالطيوب الحارة، ولا تشمها من فوق، ثم تأخذ أنبوبة طويلة فتضح أحد طرفيها في رماد حار، والآخر في فم الرحم (Uterus) قد ما تتأدى حرارتها إلى الرحم (Uterus) تأدياً محتملاً، فتنام على تلك الهيئة أو يجلس إلى حين ما تقدر عليه ثم تجامع).وبدراسة سريعة لما ذكره ابن سينا نجد ابتعاداً عن روح الدراسة العلمية للأسباب والنتائج والعلاقة بينهما فهو يذكر الكثير من الإجراءات التي لا يضع لها تفسيراً ولا تتصل بما سبق من أسباب العقم . ولهذا فما ذكره ابن سينا في هذا الباب لا يدخل في إطار الطب الحديث فلا كثرة الجماع ولا قلته تغير من نسب الخصوبة أو العلوق وإن نقص تعداد الحيوانات المنوية قليلا بعد الإكثار من الجماع بدون أن يؤثر ذلك على نسب الخصوبة التالية كما لا تؤثر وضعية المرأة في نسب الخصوبة.وكل ما ذكره من إجراءات تتم أثناء الجماع لا علاقة لها بالعقم. أما استخدام أدوية وفرزجات وبخورات بعد الاشتمال لتأكيد العلوق والحبل فلا يقابلها شيء في الطب الحديث ولا يمكن الحكم عليها بدون دراسة علمية للتأثيرات الدوائية المحتملة للمواد الداخلة في تراكيبها.

   الخط الثاني من العلاجات: وهو الذي يختص بعلاج المسببات, فيقول:(وأما الوجه الآخر، فإنه إن كان السبب لحر الأخلاط الحارة استفرغها، وعدل المزاج بالأغذية والأشربة المعلومة، واستعمل على الرحم (Uterus) قيروطات معدلة للحرارة من العصارات المعلومة، واللعابات، والأدهان الباردة، وإن كان السبب البرودة والرطوبة، فيعال بما سنقوله بعد – وهو الكائن في الأكثر-. وإن كان السبب زوال فم الرحم (Uterus) عولج بعلاج الزوال، وبالمحاجم المذكورة في بابه، وفصد الصافن من الجهة التي ينبغي على ما يقال، وإن كان السبب كثرة الشحم، استعملت الرياضة، وتلطيف الغذاء، وهجر الاستحمام الرطب، إلا بمياه الحمامات، والاستفراغ بالفصد، وبالحقن الحارة، والمجففات المسخنة مثل الترياق، والتيادريطوس ويجب أن تهجر الشراب الرقيق الأبيض، ويستعمل الأحمر القوي الصرف القليل. ومن الفرزجات الجيدة لهن عسل ماذي، ودن السوسن، مرّ، وإن كان السبب رياحاً مانعة عن جودة التمكن للمني، عولج بمثل الكموني، ويشرب الأنيسون، وبزر الكرفس، وبزر السذاب، لا سيما بزر السذاب في ماء الأصول، وبفراريج متخذة منها. ومن المحللات للرياح مثل الجندبيدستر، وبزر السذاب، وبزر الفنجنكشت، وإن كان السبب شدة اليبس، استعمل عليها الحقن المرطبات، واحتمالات الشحوم اللينة، وسقي اللبن، خصوصاً لبن الماعز والاسفيذباجات المرطبات، وإن كان السبب ضيق (Narrowness) فم الرحم (Uterus) فيجب أن يستعمل فيها دائماً ميل من أسرب، ويغلظ على تدريج، ويمسح بالمراهم الملينة، ويستكثر من الجماع، وينفعها أكل الكرنب، ويستعمل الكرفس والكمون والأنيسون ونحوه، وأكثر أسباب امتناع الحبل القابل للعلاج هو البرد (Cold) والرطوبة ، وأكثر الأدوية (Medicine) – بالارياجات، وبالحمولات، والحقن، فمن المشروبات المعجونات الحارة مثل المثروذيطوس، والترياق، والتياذريطوس، ودواء الكاكبينج، ومن المشروبات ذوات الخواص، أن تسقى المرأة بول (Urine) الفيل، فإنه عجيب في الإحبال، ولتفعل ذلك بقرب الجماع، وحينما تجامع، وأيضاً تشرب نشارة العاج، فإنه حاضر النفع، وبزر سيساليوس جيد مجرب، وقد يسقى منه المواشي الإناث ليكثر النتاج، ومن الفرزجات ما يتخذ من دهن البلسان، ودن البان، ودهن السوس، والفرزجات من النفط الأسود، وأيضاً شحم الأوز في صوفه ومن أظفار الطيب، والمسك، والسنبل، والسعد، والشبث، والصعتر والنانخواه، والزوفا، والمقل، وخصي الثعلب، والدار شيشعان، وجوز السرو، وحب الغار، والسك، والحماما، والساذج، والقردمانا، ومن كل مسخن قابض، خصوصاً المزلق، واحتمال الأنفحة، وخصوصاً أنفحة الأرنب مع الزبد بعد الطهر تعين على الحبل، أو مع دهن البنفسج، وكذلك احتمال البعرة، واحتمال مرارة (Bile) الظبي الذكر على ما يقال، وخصوصاً إن جعل معها شيء من خصي ثعلب، وكذلك احتمال بعرة، واحتمال مرارة (Bile) الذئب والسد قدر دانقين.

شيافة جيدة: يؤخذ سنبل وزعفران، ومرّ، وسك، مصطكي، وجندبادستر بدهن الناردين، وأيضاً يؤخذ من المر أربعة دراهم، ومن الايرسا وبعر الأرنب درهمان، يهيأ منها فرزجة بلوطية، وتحتمل وتغير في كل ثلاثة أيام، وأيضاً يؤخذ عسل مصفى وسكبينج، ومقل، ودهن السوس.

فرزجة جيدة: يؤخذ زعفران، حماما، سنبل، إكليل الملك، من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف، ساذج وقردمانا، من كل واحد أوقية، شحم الأوز، وصفرة البيض أوقيتان، ودهن الناردين نصف أوقية، يحتمل بعد الطهر في صوفه إسمانجونية ثلاثة أيام يجدد كل يوم، وأيضاً يؤخذ الثوم اليابس أو الرطب، ويصب عليه مثله دهن الحل، ويطبخ حتى يتهرى وتذهب المائية، ويحتمل في صوفة، فإنه جيد، وربما احتيج قبل احتمال الفرزجات إلى الحقن بشيء فيه قوة من شحم الحنظل، فيخرج الرطوبات، أو تحتمل في فرجها مثل صمغ الكندر، فيخرج منه الرطوبات (Moisture) ومن البخورات أقراص تتخذ من المرّ، والميعة، وحب الغار، ويبخر منها كل يوم، وأيضاً يؤخذ زرنيخ أحمر، وجوز السرو، يعجن بميعة سائلة، ويبخر به في قمع بعد الطهر ثلاثة أيام ولاء، وكذلك مرّ، وميعة سائلة، وقنّة، وحب غار، والشونيز، والمقل، والزوفا.)

وهذه المعالجات كلها لا يمكن تقييمها وفق النظرية الطبية الحديثة بل وفق النظرية الجالينوسية القديمة كما أن بعض هذه العلاجات كاستخدام بول الفيل ونشارة العاج وخصي الثعلب ومرارة الظبي الذكر لا تبدو- حتى لأكثر المتفائلين- منطقية وإنما مبنية على اعتقادات شعبية أو عامة أكثر من الفائدة الدوائية المرجوة منها.ونذكر هنا محاولته علاج انسداد عنق الرحم بالتوسيع باستخدام ميل من الأسرب , وهو يقابل ما يتم من توسيع لعنق الرحم بعد تضيقه المرضي أو الجراحي ولكنه لا يستخدم في علاج العقم. ولا مجال لمقارنة باقي المعالجات مع الطب الحديث لاختلاف النظرية والإلية المرضية وتقدم علم الأدوية الراهن وعدم وجود تجارب سريرية تبحث في التأثيرات العلاجية لهذه الأدوية المفردة والمركبة.











































                            الفصل الرابع

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند علي بن عباس المجوسي في كتابه كامل الصناعة الطبية

حياته وأعماله:

   نجد ذكراً يسيراً عن حياته في كتاب عيون الأنباء لأبن أبي أصيبعة: هو من الأهواز, وكان طبيباً مجيداً ومتميزاً في صناعة الطب وهو الذي صنف كتابه المشهور الملكي, الذي صنفه للملك عضد الدولة فناخسيرو بن ركن الدولة, وهو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها, وكان قد اشتغل بصناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار وتتلمذ له.

اراء المجوسي في أسباب وأعراض وعلامات العقم وتدبيره:

   وقد أفرد المجوسي بابأً كاملاً للحديث عن مداواة عدم الحبل وذلك في الباب 24 من المقالة الثامنة في مداواة العلل العارضة لأعضاء التناسل والمفاصل, وفي هذا الفصل نجد تفصيلاً للعلاجات المختلفة للعقم مع ذكر لأسباب العقم وعسر الحبل ولكننا لا نجدها مرتبة كما هي عند ابن سينا ولا مفصلة ولا يشرحها أو يعلق عليها أو على علاماتها.

أسباب عدم الحبل:

من قراءة هذا الفصل يتبين إن المجوسي لم يفرد قسم خاص للحديث عن أسباب العقم بل دمجها مباشرة مع العلاجات الخاصة للعقم في كل حالة مفردة وبعض العلاجات والفرزجات المشتركة:(الباب الرابع والعشرون في مداواة عدم الحبل

أما مداواة عدم الحبل فمتى كان عن سوء مزاج فينبغي أن تدبر المرأة بالتدبير المضاد لذلك المزاج من الأغذية والأدوية المشروبة والمصبوبة في الرحم من الأدهان وغيرها ويجتنب الأشياء التي تزيد في ذلك المزاج وإن كانت بسبب الأخلاط الكائنة في تجويف الرحم فمداواته باستفراغ ذلك الخلط وبتقنية البدن منه بالأدوية المسهلة وتدبير المرأة بالأغذية المولدة للخلط الجيد واستعمال الحقن المنقية لما في الرحمن من ذلك الخلط (وأما متي) كأن عدم الحبل بسبب السدة فينبغي أن تستعمل الأدوية والأغذية التي من شأنها أن تفتح السدود وتدر الطمث على ما ذكرنا فيما نقدم وما نذكره بعد قليل (وأما متي) كان عدم الحبل بسبب سمن المرأة فينبغي أن تدبر بالتدبير المهزل حتى ترجع إلى حد الاعتدال وأما متى كان الحبل من قبل الرحم فحمل المرأة الفرزجات النافعة من ذلك (وهذه صفة فرزجة تقوي الرحم وتعين على الحبل) يؤخذ شب يماني درهمين سماق وزعفران وعود هندي من كل واحد وزن درهم يدق الجميع ناعماً ويداف بعسل ويأخذ صوفة ويغمسها في دهم ورد ويعصرها ويغمسها في ذلك العسل والدواء وتستعلمها المرآة بعد الغسل من الحيل تفعل ذلك ثلاثة أيام ثم تجامع (صفة أخرى لذلك) مرارة الذئب أو مرارة الأسد أو مرارة السمك يغمس في أيها حضر فرزجة وتتحمل بها المرأة مع شيء من دهن البلسان ودهن الناردين (صفة أخرى لذلك) فإن أخذت علك الانبساط ودفعته مع شيء من شحم البط والإوز وأمرت المرأة بأن تتحمل منه مرارا انتفعت بذلك (صفة أخرى لذلك) يؤخذ أنفحة الأرنب وبعره وعسل أجزاء سواء يدق الجميع ناعماً ويخاط بالعسل ويستعمل ثلاثة أيام وتأمر المرأة بأن تشرب في كل يوم نشارة العاج فإنها تحبل وإن كانت عاقراً (صفة فرزجة أخرى تنفع من عدم الحبل وتمسك المني وتحفظه) يؤخذ مخ الأيل وزوقاً رطب وصمغ اللوز وسمن عنز وميعة سائلة وإكليل الملك من كل واحد درهمين يدق الجمع ناعماً وتداف الميعة والسمن بالدهن ويخلط بعسل ويغمس فرزجة وتتحمل بها وتعني في كل ثلاثة أيام دفعات في تسعة أيام (صفة وصفها جالينوس لعدم الحبل) صبر اسقطري ومقل أزرق وشحم حنظل وغار يقون وستمونيا أجزءا سواء يدق ذلك ناعماً ويعجن بماء ويحبب الشربة نصف مثقال (بخور تتبخر به المرأة العاقر فتحبل) دار شيشعان ووبر الأرنب وسذاب يابس بالسوية يدق ويعجن بشمع ويتخذ أقراصاً وتتبخر بها فإنها مجربة (بخور آخر مجرب) زرنيخ أحمر ومر وجوز السرور وميعة سائلة وماء ورد وحب الغار بالسوية ويدق ويعجن بشراب ويتخذ أقراصاً وتتبخر به المرأة بعد الطهر فإنها تحبل (فرزجة أخرى مجربة تنفع من عدم الحبل) زعفران وحماما وسنبل وإكليل الملك من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف ساذج هندي وقردماناً من كل واحداً أوقية شحم الذئب والأوز والدجاج وشمع وصفرة بيض مسلوق من كل واحد أوقيتان دهن الناردين درهمان تدق الأدوية اليابسة وتذاب الشحوم بالدهن ويخلط الجميع ويعمل فرزجة في صوفة أسما نجونية بعد الطهر ثلاثة أيام متوالية (فرزجة أخرى للعاقر) زعفران ومصطكي وميعة من كل واحد درهمان ساذج هندي وشمع من كل واحد سبعة دراهم دهن الناردين ودهن ورد ما يكفي ويخلط ويستعمل (صفة حقنة تنفع من عدم الحبل إذا كان ذلك بسبب رطوبة تزلق المني وتقوي الرحم) قشور الكندر وسعد مرضوض من كل واحد ثلاثون درهماً مر عشرون درهماً يطبخ بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى منه رطل ويؤخذ منه كل يوم أربع أواق ويحقن به الرحم ثلاثة أيام وينبغي أن يكون استعمالك الجماع بعد طول عهد من الرجل والمرأة بالجماع عند شدة الشهوة وبعقب الطهر من الطمث (وأما متى) كان عدم الحبل من قبل الرجل وكان ذلك من قبل قلة موافقة منيه لبعض النساء فينبغي أن يبدل النساء ليقع على ما يوافق مزاج منيه وان كان ذلك من قبل سدة في مجرى القضيب فينبغي أن يعالج بتفتيح تلك السدة وإن كان ذلك من قبل التواء مجرى القضيب فينبغي أن يستعمل فيه العلاج بالحديد على ما سنذكره في باب العمل باليد إن شاء الله تعالى).

نجد إن المجوسي لم يخرج عن النظرية السابقة في تحديد أسباب وعلاجات كل حالة من الحالات التي ذكرها كمسبب للعقم.وذلك لأنه يعتمد نفس النظرية التشريحية والفيزيولوجية للجهاز التناسلي ولعملية الإلقاح والتي اعتمدها الأطباء العرب ومن قبلهم الأطباء اليونان.وهو يحدد أسباب العقر في :

-أسواء المزاج عند المرأة أو الرجل,فهو لم يخرج عن النظرية السابقة في تحديد أسباب العقم.

-أخلاط رديئة داخل الرحم أو علل الرحم بالخاصة: كالسدة ونقص القوة الماسكة والرطوبة المزلقة داخل الرحم المانعة من استمساك الجنين

-سمن المرأة وكثرة شحمها ,وهو ما ذكره ابن سينا من قبله وإن لم يعلله المجوسي.

-عدم موافقة مني الرجل لمني المرأة وهو يقابل ما أسميناه العقم المناعي.

-علل القضيب وآفاته من سدة فيه أو التواء في مجراه ولم يفصل فيها.

وقد ناقشنا هذه الأسباب سابقاً في حديثنا عن العقم في كتاب القانون.ولكننا نجد المجوسي قد أختصر العديد من الأسباب خاصة تلك المتعلقة بعلل آلات التوليد أو العلل الطارئة أو العلل في المبادي ولم يذكرها حتى في العلاجات. كما لا نجد ذكر للأسباب التي أوردها ابن سينا كأسباب للإسقاط والعقم معاً.

علامات العقم: لم يذكر المجوسي في مقالته هذه العلامات المحددة لكل حالة من حالات العقم ولم يذكر التجارب التي أوردها من قبله في هذا المجال.

العلاجات:قسم المجوسي العلاجات المتنوعة حسب السبب الذي حدده للعقم, فهو يقول في علاجات أسواء المزاج: تعالج بتعديل المزاج بما يوافق المزاج المناسب للتوليد ولم يذكر أدوية معينة لهذه الحالة.أما سمن المرأة فيعالج بالتهزيل ولم يذكر أدوية خاصة بها.

أفات الرحم بالخاصة: كوجود أخلاط رديئة فيه تمنع التوليد أو عدم استمساك الرحم للمني, أو لوجود رطوبة مزلقة تمنع استمساك المني.ووضع عدداً من الفرزجات والمركبات والبخورات التي نجد ما يشابهها في كتاب القانون. كما يذكر بعض التوصيات بالنسبة لعملية الاشتمال كتأخير الجماع وأن أفضل وقت للجماع هو بعد الطهر من الطمث وهي ما وضعها ابن سينا في علاجات الأسباب الطارئة للاشتمال, ولكن المجوسي لم يفصل فيها

علل القضيب: وقال بعلاجها بالأعمال باليد أي الجراحة. دون تفصيل فيها.

يميل المجوسي إلى الاختصار في الكثير من الأماكن على المفيد والقليل في مجمل حديثه عن العقم سواء بأسبابه أو علاجاته. كما حذف العديد من الأسباب التي وردت في كتاب القانون كالأسباب الناجمة عن علل آلات التوليد أو العلل الجهازية العامة العلل في المبادي.واقتصر في علاجاته على الأسباب الموضعية للعقم , ولهذا جاءت معظم علاجاته معتمدة على الفرزجات الموضعية.

   لا مجال لمقارنة العلاجات التي طبقها المجوسي أو غيره مع العلاجات الحديثة للعقم, لاختلاف النظرية والتشريح والفيزيولوجيا وتقدم علم الأدوية بشكل هائل ولغياب أي بحث علمي حقيقي عن فعالية هذه الأدوية العلاجية - بافتراض وجود مثل هذه التأثيرات-. وحالياً توجد العديد من العلاجات الهرمونية وغير الهرمونية لعلاج كل حالة مسببة للعقم أو نقص الخصوبة.

  علينا إن نذكر إن المجوسي لم يفرق بين العقم وعسر الحبل الذي نجده عند غيره من الأطباء كالزهراوي.







الفصل السادس

أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما عند

الزهراوي في كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف.



أبو القاسم الزهراوي حياته وإعماله:

   وهو الطبيب خلف أبن عباس, ولد وعاش في مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة. وهو من أكبر علماء الأندلس الذين أسهموا في تطوير صناعة الطب. لم يشتهر كجراح ماهر أو طبيب حاذق أو صيدلي ممارس إلا بعد وفاته, وضع كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف, انتهى منه في أواخر القرن العاشر للميلاد, ويشتمل على 30 مقالة تضم علوم الطب المعروفة في عصره. وله تصانيف مشهورة في الطب وأفضلها كتابه الكبير المعروف التأليف لمن عجز عن التصريف.

أراء الزهراوي

    عند دراسة كتاب الزهراوي ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) نجد ذكراً وافياً للكثير من الأمراض والأعراض والعلامات السريرية التجريبية, إلا أنه وفي مجال دراستنا المتعلقة بأساليب تشخيص العقم والعلامات الدالة عليه وأسبابها وعلاجاتها المختلفة فنجد ذكراً قليلا لعدد من هذه العلامات وإن كان يقرنها بتجاربه الشخصية وآراءه ونقده, وأخص بالذكر ما وضعه تحت عنوان امتناع الحبل وذلك من المقالة الثانية.

  ونشير أن الزهراوي لم يخرج على النظرية السائدة في عصره المفسرة للإخصاب والعقم وأسبابه وعلاماته إلا انه تميز في هذا الفصل بترتيب حاذق للأسباب والاختصار فيها على المحسوسات وعدم الخوض في الأمور المنطقية كما نجدها عند ابن سينا -الأمر الذي أوقع الأخير في الخلط بين مسببات العقم ومسببات الإسقاط- في كتاب القانون.وإن كان بالمجمل لم يخرج عما قاله ابن سينا في الأسباب والعلامات فنجده قسم الحديث في هذا الفصل إلى بحثين وفرق بين امتناع الحمل وبين العقم-حالة غير قابلة للعلاج - وبين الفرق في المسببات حسب رأيه, فالعقم نتيجة لعلة في المني من الذكر أو الأنثى بغير الأسباب التي ذكرها في الفصل الأول وشبهه بالشجر الذي لا يثمر , فهو هنا ميز حالات من العقم لا تستفيد على المعالجات الدوائية وأفردها بمجملها بفصلها عن الحالات التي استجابت للعلاج , وأقترح أن سببها هو غير ما ذكر من الأسباب الأولى , بل سببها علة المني غير قابلة للعلاج , وهو هنا يقارب النظرة الحديثة التي تحدد أحد أسباب العقم الغير قابل للعلاج بعلة في الحيوانات المنوية أو حتى في الأضطرابات الصبغية المسببة للعقم رغم خلو الطرفين من أي مرض أو حالة مسببة للعقم.

أسباب امتناع الحبل:

يقول الزهراوي في أسباب امتناع الحبل:

(امتناع الحبل: إما من فساد مزاج الرحم من إفراط الحرارة أو البرودة أو اليبوسة مفردة كانت أو مركبة. وإما من كثرة البلل والنداوة التي تعرض في الرحم، وإما من ريح غليظة، وإما من ضعف القوة الماسكة إذا حدثت بها آفة من داخل أو من خارج، أو من سدة تعرض في الرحم أو من احتباس دم الطمث وإما من بلغم غليظ وإما من زيادة لحم المرأة أو زيادة شحمها، وإما لتخم متواترة وإما من إبطاء المباضعة وإما من ورم جاس أو غيره من الأورام، أو قرحة تكون في الرحم فتبرأ ويبس موضعها.

وإما من الرجل إن كان عقيماً أو المرأة أو علة في انثيي الرجل أو في قصر كمرته أو تشنج قضيبه أو قصره حتى لا يزرق المني، وإما من فساد منيه مثل أن يكون المني إما رقيقاً جداً وإما غليظاً جداً، وإما شديد البرودة أو شديد الحرارة أو قليل جداً أو منتن الرائحة أو أصفر اللون ونحوها من الأعراض الخارجة عن الاعتدال.أو من قروح أو بثور تكون في قضيب الرجل، وإما من امتناع المرأة من الجماع، وإما لقيام المرأة سريعاً عقب الجماع، وإما لموافقة مني الرجل والمرأة في الرداءة، وإما لكبر السن.)

نجد بالدراسة أن الزهراوي قسم الأسباب إلى:

1-أسباب العقم الأنثوي: ويقصد بها العلل التي تصيب الرحم:

- أسواء المزاج: إذ يقول:( إما من فساد مزاج الرحم من إفراط الحرارة أو البرودة أو اليبوسة مفردة كانت أو مركبة. وإما من كثرة البلل والنداوة التي تعرض في الرحم، وإما من ريح غليظة) فهو لم يخرج عن النظرية السائدة بوجود مزاج خاص بالرحم بتغيره, سواء للرطوبة أو اليبوسة أو الحرارة فهو يصبح سبباً للعقم وهو بذلك يخالف ابن سينا في ذكر الأخير أن الأمزجة المفسدة هي تلك التي تكون رطبة مزلقة في الأغلب وعملها بإفساد المني الواصل إلى الرحم.أما الزهراوي فلم يلجأ إلى تعليل آلية عمل تغير مزاج الرحم في إحداث العقم.

-نقص القوة الماسكة: إذ يقول:( وإما من ضعف القوة الماسكة إذا حدثت بها آفة من داخل أو من خارج) فهو يذكر وجود قوة ماسكة ضمن الرحم تسهم في الحفاظ على المنيين. ولم يعلل أسباب ضعف القوة الماسكة بل ذكر فقط أن الأسباب تكون من داخل أو من خارج, ولهذا لم يقع في الخلط الذي وقع فيه ابن سينا بين أسباب الإسقاط وأسباب العقم.

- أفات الرحم العضوية: من سدة أو ورم جاس أو قرحة تشفى وتختلط بأذية موضعة مكانها.ولا يعلل ذلك أو يشرح آليته.ويقول:( وإما من ورم جاس أو غيره من الأورام، أو قرحة تكون في الرحم فتبرأ ويبس موضعها.)

- احتباس الطمث: فهو يكرر ما قاله ابن سينا في هذا السبب دون أن يعلل سبب وعلاقة احتباس الطمث مع العقم ونقص الخصوبة كما فعل ابن سينا.

- زيادة شحم المرأة ولحمها:وقد عللنا النظرية التي اعتمدها ابن سينا في ربطه العقم بالسمنة ولكن الزهراوي لم يعلل هذا الترابط.ولكنه يذكر أن ذلك قد ينجم عن تخمة متتالية أو إبطاء المباضعة من قبل المرأة.

-إبطاء المباضعة من قبل المرأة.

2- العقم الذكري:يحدد أسباب العقم الذكري بما يلي:

-علة في المني: إذ يقول فقط:( فساد منيه مثل أن يكون المني إما رقيقاً جداً وإما غليظاً جداً، وإما شديد البرودة أو شديد الحرارة أو قليل جداً أو منتن الرائحة أو أصفر اللون ونحوها من الأعراض الخارجة عن الاعتدال) فقد عدد بعض الأسباب ولم يشرحها ولم يبين سببها.

-علة في الأنثيين: إذ يقول فقط:(علة في انثيي الرجل). بدون تعداد لأسباب العقم الناجمة عن اصابة الخصية.

-علل القضيب:اذ يقول:( قصر كمرته أو تشنج قضيبه أو قصره حتى لا يزرق المني، بثور تكون في قضيب الرجل) وهو بالمجمل أقتصر على تعداد بعض الأسباب دون الشرح في ألية عملها كما أستبعد فكرة فساد المني عند المرأة وتكلم عن فساد المني عند الرجل.

3- أسباب طارئة: ويعدد بعضها كمثل امتناع المرأة عن الجماع أو الإبطاء فيه أو القيام سريعاً بعد الأشتمال.أو بسبب كبر السن .ويقول بوجود حالة يكون فيها المسبب اتفاق المنيين في الرداءة, وهنا لم يذكر ما قاله ابن سينا عن تلاقي منيين ذوي مزاجين متعاكسين وإصلاح بعضهما لبعض.بل يقول بأجتماع منيين غير مناسبين للألقاح بأجتماعهما معاً.

  نجده لا يخرج عما ذكره من سبقه من الاطباء في ذكره للأسباب ولكنه أهمل ذكر العديد من الأسباب وخاصة تلك التي قال عنها ابن سينا علل في المبادي وعلل أعضاء التوليد , بل أكتفي بذكر الأسباب الناجمة عن العلل الموضعية أو المسببة لفساد المني في الرحم.ولبعض العلل الطارئة .

  لا نجد ذكراً للعقم المناعي وكذلك لعدد من أسباب العقم الموضعية كإصابات عنق الرحم , وعلينا أن نذكر أن بعض الأمراض العامة قد تسبب العقم وتنقص الخصوبة ولكن باليات مختلفة نذكرها في فصل لاحق .

غياب الطمث فسر بوجود انسداد يمنع دم الطمث في الأوعية الرحمية وبالتالي فهو سبب لحدوث العقم, ونحن نعلم أن غياب الطمث هو عرض وليس مرض ولكنه يرتبط عادة بالإباضة .

اما فساد المني فقد استدل عليه الزهراوي من أعراض وعلامات ظهرت له بفحص دم الطمث عيانياً ونحن نعلم الأن أن الفحص المباشر لا يفيد بكشف العقم أو مسبباته

العلامات:

قسم العلامات بحسب الأمراض المحدثة للعقم والتزم ما ذكره ابن سينا والنظرية السائدة في عصره.

العلامات الدالة على أسواء المزاج:

( -علامة امتناع الحبل من إفراط حرارة الرحم: حمرة الوجه أو صفرته إذا كان المرار أغلب، وضربان العروق وحمرة البول ويكون دم الطمث أصفر وأسود محترقاً.

-وعلامته من إفراط البرودة أن يضرب اللون إلى الخضرة أو إلى الكمودة أو إلى الصفرة، وضعف ضربان العروق وبياض اللون ودم الطمث رقيق قليل مائل إلى البياض.

-وعلامته من إفراط الرطوبة رخاوة البدن، وضعفه عند أدنى تعب أو جوع مع رقة البول وبياضه ومجسة العرق مسترخي لين.

-وعلامته من إفراط اليبس ما تجد المرأة من إفراط اليُبس في نفس الرحم والصلابة كما يعرض للعاقر ومعرفة هذا خفي جداً، وأما علامات المزاج المركب فيستدل به من المفردة.

-وعلامته من قبل البلل والنداوة ما تجد المرأة عند المباضعة وربما سال عنها في غير المباضعة.

-وعلامته من قبل الريح الغليظة انتفاخ الثُنة دائماً، والتأذي بالأطعمة المنفخة والإسقاط قبل أن يعظم الجنين.) ولا يمكن الحكم على هذه العلامات إلا من وجهة نظر الفكرة السائدة في ذلك الزمان عن الأعراض العامة والموضعية والعينية لمختلف أنواع أسواء المزاج الأربعة والتي يستدل عليها بأحوال دم الطمث وصفاته والمني وصفاته.

العلامات الدالة على العقم الأنثويفيما تبقى من العلل :

(وعلامته من ضعف القوة الماسكة سيلان المني في إثر الجماع دائماً من غير عرض آخر تجده المرأة. وعلامته من قبل السدة مما يأتي ذكره بعد هذا، وعلامته من قبل احتباس الطمث ما أخبرت به المرأة.وعلامته من قبل زيادة لحم المرأة وشحمها ما ظهر من ذلك للحس، وعلامته من قبل إبطاء المباضعة ما حدث من ذلك.وعلامته من قبل الأورام وجود ذلك بالجس) وهو هنا يشير إلى الأفات الظاهرة السبب والتي يستدل عليها بحدوث الحالة المسببة ككثرة الشحم وانفطاع الطمث.

   كما يذكر تجربتين هامتين في تحديد العقم بالاعتماد على فحص البول وأثر البول المطروح من الذكر والانثى في الزرع , ولكن ابن سينا من قبله نفى أن تكون هذه العلامة مجدية في تحديد العقم. كما يذكر تجربة نجدها عند من سبقه وهي التبخير بأبخرة ضمن المهبل ومعرفة أثرها في رائحة الفم .أو بلستخدام الثوم ضمن المهبل وتحديد العقم بوجود رائحة الثوم في فمها.فيقول: ( وعلامته من قبل الرجل إذا كان عقيماً أو المرأة، أن تأمرهما أن يبولا جميعاً كل واحد منهما على حدة في أصل حصة وانظر أيهما يجف، فاعلم أن امتناع الولد من قبله، أو أمرهما أن يأخذا نطفتيهما ويلقيانهما في الماء، فينظر أيهما تطفو فوق الماء فإن الامتناع من أجله. ومعرفة المرأة إذا كانت عاقراً، أن تجلسها على كرسي مثقوب وهي على الريق وتغطي بثوب ويجعل تحتها مبخرة فيها سندروس أو لبان قسط، فإن رأيت بخار تلك الدخنة تخرج من منخريها أو من فيها فليست بعاقر، ويُرجى لها أن تحمل، فإن لم ترد ذلك فإنها عاقر، وتأخذ الثوم فتدقه وتحمله في صوفة ليلة، فإذا أصبحت فإن وجدت رائحة الثوم تخرج على فيها فليست بعاقر وإن لم تجد ذلك فهي عاقر.) وهي العلامات تدل على وجود سدة في الرحم تمنع اتصال جوف الرحم بأفواه العروق التي بالرحم ومنها إلى باقي العضوية ونحن نعلم اليوم بطلان هذه التجارب.

علامات العقم الذكري:

  وعلاماته واضحة تظهر بالفحص المباشر لأعضاء الذكر, أو بالفحص العياني للسائل المنوي. بقول: (وعلامته من قبل علة في أنثيي الرجل وجود ذلك بالجس، وعلامته من قبل قصر الكمرة أو تشنج القضيب أو استرخائه أو قروح أو بثور تكون فيه أو لرقة المني أو لغلظه أو لنتنه أو لفرط بَرده أو حَرّه، كل ذلك موجود بالحس، وما بقي من الأقسام كذلك).

علاج العقم

يبقول الزهراوي بأن العلاج لحالات امتناع الحبل يكون بعلاج السبب إما بتعديل المزاج بما يعاكسه فالمزاج البارد يعالج بما يسخن والمزاج الحار يعالج بما يرطب ويبرد فيقول:(علاج امتناع الحبل من إفراط حرارة الرحم أخذ كل ما يبرد ويرطب مثل الخس والبقلة اليمانية، والرجلة والقرع والقثارة ونحوها، وتضمد المثانة والظهر والقبل بعصارة البقول الباردة مثل عصارة حي العالم أو عصارة الرجلة أو الخس أو البنج أو عنب الثعلب ونحوها.

وعلاجه من قبل البرودة ضد هذا التدبير وأخذ الشراب الصرف والفراريج المطيبة بالتابل، وحمل الأضمدة التي تسخن بما ذكرنا في مقالة الباه.

وعلاجه من قبل إفراط الرطوبة جميع ما يجفف المزاج ويسخن من دواء أو غذاء، ويضمد الرحم بما يقبض ويجفف مثل السك وورق الآس والورد والسنبل والأذخر ونحوها.

وعلاجه من قبل إفراط اليبوسة التوسع في الغذاء والحمام وأخذ الألبان والأدهان الرطبة وأخذ الشراب الكثير المزاج.

وعلاجه من قبل سوء المزاج المركب إن كان الدم الغالب فالفَصد شفاؤه وإن كان عن مرة صفراء فإسهالها بما يخصها، وكذلك البلغم إسهاله أو قيه، وكذلك السوداء بما يخصها من الدول المُسهل.

وعلاجه من قبل بلل الرحم ونداوته استعمال القيء حتى يجف البلغم، وتحمل المرأة من السجزنانا في صوفة أو تأخذ جزء من حنظل وجزء عنزروت ويهيأ منه فتيلة وتحتملها، أو تتحمل شيئاً من العرطنيثا مع الكمون أو تحقن ببعض الطيوب القابضة الناشفة مما يقوي الرحم ويجففه مما قد ذكرنا في آخر مقالة الباه

وعلاجه من قبل الريح الغليظة أخذ ماء الأصول بدهن الخروع مع معجون البزور وجميع ما يفش الرياح، ويدهن الرحم بدهن الشبث والبابونج أو دهن القسط ونحوها، علاجه من قبل ضعف القوة الماسكة معالجته بما يقوي الرحم ويجففه. وعلاجه من قبل السدة ما يأتي في موضعه، وعلاجه من قبل البلغم الغليظ أخذ اللوغاذيا واحتمال السكزنايا في القبل وأخذ الجوارشنات الحارة والأغذية الجافة.).  فهو هنا إلى جانب الأدوية العامة والموضعية يعمد إلى استخدام المقيئات والمسهلات وكذلك إلى الفصد بهدف إفراغ الأخلاط الزائدة والرديئة ولتقوية الرحم.

ويعالج السمنة بالتهزيل والإسهال: (وعلاجه من قبل زيادة لحم المرأة أو شحمها إسهال البطن وجميع ما يهزل البدن ويذهب الشحن مما قد ذكرته في مقالة الباه وفي باب تهزيل السمين.وعلاجه من قبل التخم التحفظ من ذلك وإصلاح المعدة بما قد ذكرنا في أمراض المعدة، وعلاجه من قبل إبطاء المباضعة الرجوع إليه على تدريج واستعمال ما يقوى على الباه.) كما يذكر بعض المعالجات التي تهدف إلى الإسراع في الحمل وقد وجدنا مثل هذه المعالجات في كتب السابقين له ويقول بأنه لم يجربها ولكنه يذكر بعضاً منها:(وعلاج المرأة التي يعسر عليها الحبل، وصفت الأوائل أدوية كثيرة لذلك ولم أجربها، فمن ذلك دواء يفعل بالخاصية، أن تسقى المرأة من برادة العاج بعسل ثم تجامع أو تبلغ خصيتي ديك أبيض حين يذبح وتدهن المرأة فرجها بدهن البلسان والرجل ذكره ويجامعها من وقته، أو تتحمل المرأة بعد خروجها من حيضها بمرارة حمامة بعد أن تجعلها في صوفة ثم تجامع.

صفة دواء للعاقر يؤخذ قضيب الضبع فيجفف ويسحق ناعماً وتشرب منه المرأة كل يوم وزن درهم بشراب مثله، آخر لمثل ذلك تأخذ المرأة أنفحة أرنب وتخلطها مع الرند المذاب أو مع دهن البنفسج وتحتمله بعد الطهر، وكذلك تفعل مرارة الأرنب أو مرارة الحمام أو مرارة الشبوط إذا أخذ منها ما أمكن، فسحقت مع دهن الناردين وتحتمله المرأة بعد طهرها، صفة دواء ينفع من امتناع الحبل يؤخذ زعفران ومر وسنبل وشحم دجاجة وعلك رومي ودهن الناردين من كل واحد جزء يُذاب الشحم ويخلط بالأدوية وتتحمل به المرأة بأن تأخذ منه مثقال، وتدعه ثلاث ساعات من الليل في الرحم، وقد ذكرت من هذه الأدوية في مقالة الباه ما فيه كفاية).

أما في علاج العقم الذكري فيقول باستخدام الجراحة أو تعديل مزاج المني الفاسد بما يعاكسه من الأدوية: (وعلاجه من قبل علة في أنثيي الرجل مما قد ذكرنا فيما تقدم.وعلاجه من قبل رباط في أصل الكمرة، أو تشنجه، قطع ذلك الرباط وحل ذلك التشنج ببعض الملينات مما قد ذكرنا، وعلاجه من قبل فساد المني وخروجه عن الاعتدال، رده إلى الاعتدال بما ذكر في فساد مزاج الرجل.وعلاجه إذا كان من قبل موافقة مني الرجل والمرأة في الرداءة امتحان ذلك بما ذكرنا، ورد كل واحد منهما إلى الاعتدال.)

العقم:

يقول الزهراوي منفرداً عن الباقين بوجود عقم لا يعالج سببه خاص بالمني الذي لا يولد فيقول:(يكون إما من الرجال وإما من النساء، من غير سبب من الأسباب التي ذكرنا بل بخاصة في المني كحال الشجرة التي لا تثمر وقد ذكر الأوائل لذلك أدوية لم نجربها فمن ذلك ما ذكرنا فوق هذا الباب وما ذكرناه في مقالة الباه.) وهذا ما يقابل العقم الغير مفسر والمعند عادة على العلاج والعقم الناجم عن تشوهات صبغية غير سريرية والتي تسبب فشلاً في الالقاح أو تشكل المضغة.





























الباب الثالث

مقارنة أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  لدى الأطباء العرب مع العلم الحديث.







مقارنة أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما  لدى الأطباء العرب مع العلم الحديث.

    لن يكون من الأنصاف ذكر الطرائق الحديثة لتشخيص العقم  في الوقت الحالي ومقارنتها مع ما ذكره الأطباء العرب والمسلمين. لذلك سنعمد إلى ذكر سريع لأعراض العقم وعلاماته وأسبابه وطرق معالجته  ومقارنتها مع ما يقابلها في كتابات الأطباء السابقين.

العقم بالتعريف الحديث عدم حصول الحمل -مهما كانت نتيجته -بعد سنة كاملة واحدة رغم عدم استخدام موانع الحمل ووجود دورات طمثية منتظمة ولكن لا يتم التشخيص عادة إلا بعد مضي سنتين على الزواج أو آخر حمل مع وجود دورات طمثية إباضية , تعريف نقص الخصوبة يختلف عن تعريف العقم فهو يتعلق بنسب حدوث الحمل ونسب الإسقاطات والضياعات الباكرة .

لا نفرق حالياً بين العقم وعسر الحمل , كما نجده عند الأطباء القدامى .

يقسم العقم إلى عقم أولي وعقم ثانوي ( حدوث حمل لمرة واحدة على الأقل ) وهذا لم يحدده الأطباء القدامى.

الأسباب:

نقول أن العقم يكون من منشأ ذكري أو منشأ أنثوي أو منشأ مشترك أو أنه عقم غير مفسر .ولا يتم الخلط بين الأسباب الذكرية والأنثوية على أساس وجود علل أسواء المزاج التي تظهر عند الجنسين كما ذكر الأطباء القدامى , والعقم ذو المنشأ المشترك يقصد به وجود مشكلة مختلفة عند كلا الزوجين قد تكون أو لا تكون قابلة للعلاج .

العقم الذكري:

وله أسباب عديدة تخرج عن نطاق بحثنا , ولكن نذكر منها ما يلي :

-آفات القضيب المختلفة: ومنها تشوهاته الولادية أو الرضية أو آفاته الوظيفية وقد ذكرها الأطباء القدامى , إلا حالة هامة وهي تشوه الإحليل التحتي التي لم يذكرها أي طبيب في الكتب القديمة المدروسة .

-آفات الخصية الولادية والمكتسبة: كحالات الرض والضمور والالتهاب والتي تسبب نقصاً في تعداد النطاف أو انعدامه لنقص أوغياب الخلايا المولدة للنطاف والتي تتكون في الخصية ولا تنشأ من كامل أعضاء الجسم كما ذكر الأطباء القدامى .

-آفات الحبل المنوي كالتشوه الولادي والرض أو الآفات الالتهابية والورمية والتي ذكرها ابن سينا عند تحدثه عن رض المثانة وما حولها في استئصال حصيات المثانة .

-آفات النطاف العددية والوظيفية : الكثير من حالات العقم الذكري تفسر إما بنقص عددي أونقص وظيفي في وظيفة القلنسوة أو وظيفة السوط الذي يجعل النطاف غير قادرة على الإلقاح , لا يمكننا الحكم على وظيفة السائل المنوي من خلال المظهر العياني كما يذكر الأطباء القدامى بل يحتاج ذلك إلى فحوص مخبرية .

-آفات جهازية عامة كالداء السكري وأمراض مناعية مختلفة , كما أن بعض المعالجات الدوائية تحدث العقم أونقص الخصوبة إلا أن آلية عمل هذه الآفات مختلف عما ذكره ابن سينا فهي إما أن تؤثر مباشرةً على إنتاج النطاف أو بتأثير غير مباشر(عصبي أو وعائي ) على عمل العضو الذكري .

العقم الأنثوي :

يقسم إلى فئات حسب التوضع التشريحي للعلة المسببة للعقم.

-         آفات المبيض وخلل الإباضة :إن مختلف آفات المبيض قد تحدث العقم وكذلك حالات نقص الإباضة أو اللإباضة (لأسباب هرمونية ) , وهنا نذكر أن السمنة تترافق مع اضطراب الإباضة بسبب خلل استقلابي يتميزبارتفاع الأنسولين بالدم مع ارتفاع المقاومة الجهازية لعمل الأنسولين مع ارتفاع سكر الدم وارتفاع ملحوظ في التحويل المحيطي للاندروجينات إلى استروجينات والتي تؤثر عكساً في المبيض وتتدخل في الإباضة و بالتالي تحدث العقم , فالعلاقة موجودة بين السمنة والعقم ولكنها ليست كما وصفها ابن سينا فلا تتعلق بضغط الثرب وشحمه على الرحم وعلى أوعية المني .

-         -آفات البوقين : الالتهابية أو الورمية أو في سياق التهاب حوض مزمن أو الناجمة عن الداء البطاني الهاجر . فهي إما أن تسبب التواء أو انسداد البوق مما يمنع من وصول النطاف إلى الخلية البيضية وحدوث الالقاح أو تمنع هجرة البيضة الملقحة إلى داخل الرحم ( الحمل الهاجر ).

-         آفات الرحم : إن آفات الرحم كلها تحدث العقم سواء آفاته الولادية أو الثانوية التالية للإنتان أو الجراحة أو أورام الرحم وغبرها من الآفات . ولا توجد آلية جاذبة أوماسكة للمني الأنثوي أو الذكري إلى داخل الرحم كما ذكر الأطباء القدامى . ورغم أننا نعلم بوجود عملية الجذب الكيميائي للنطاف باتجاه الخلية البيضية والتي توجه النطاف بحركة منظمة باتجاه مكان الإلقاح ( القسم الوحشي من البوق وليس ضمن الرحم ) , كما أن الحركات الحوية للرحم المحدودة وحركة أهداب اأبواق كلها عوامل مساعدة في توجيه النطاف ولكن العامل الأساسي هو الحركة الذاتية للنطاف والتي تتم بالحركات الذيلية .

-         آفات عنق الرحم : إن آفات عنق الرحم الالتهابية والورمية قد تحدث عقماً ليس بسدها الميكانيكي لفوهة عنق الرحم ومنع دخول النطاف ( كما ذكر ابن سينا ) ,بل تحويل الوسط الذي تعيش به النطاف إلى وسط غير مناسب لحركة النطاف , بالإضافة إلى ما ذكرناه عن العقم المناعي والذي ينجم عن وجود أجسام مضادة للنطاف .لذلك قد نجد حالات حمل تتم رغم وجود آفات عنق رحم سرطانية أو ورمية .

العلامات :

ذكر الإطباء القدامى الكثبر من العلامات التي استخدموها لتشخيص العقم ولكن في الطب الحديث فإننا نقول أنه : ما عدا العلامات السريرية التي قد تنجم عن مرض جهازي عضوي أو استقلابي عام فإن العقم الذكري والأنثوي لا يترفق مع أعراض إلا تلك الظاهرة بفحص الأعضاء التناسلية الذكرية عند الذكر و أعراض اضطراب الدورة الطمثية عند المرأة والتي تنجم عن اضطراب الإباضة رغم أن العديد من المصابات باضطراب الطمث قد يحملن عفوياً بدون معالجة.

-ما ذكره ابن سينا من فحص العينين وربطه العين مع الرحم فلا فائدة منه إلا في كشف فقر الدم أو اليرقان ولا علاقة لفحص العين بالعقم .

-أما فحص اللون وأحوال الطمث وفحص اللون وأحوال السائل المنوي عيانياً والذي ذكره معظم الأطباء القدامى فهو لا يقدم الكثير من المعلومات حول وظيفة المبيض أو وظيفة النطاف أو سبب العقم الأنثوي أو الذكري فلا يستخدم حالياً .

-أما ما ذكره ابن سينا عن فحص أشعار العانة وقوامها ورائحتها عند الذكر أو الأنثى فلا يعطي معلومات عن سبب العقم إلا من حيث فحص التوزع للأشعار الجنسية لتحديد ما نسميه بمقياس تانر للنضج الجنسي لا غير ولذلك لم يعد يستخدم حالياً .

-يعتمد حالياً في تشخيص العقم عند االذكور والإناث على مجموعة من الفحوص المخبرية والشعاعية سنذكرها للتعداد وليس للمقارنة :

1- فحص السائل المنوي : لتحديد تعداد النطاف وحركتها ونسبة النطاف الشاذة فيها وقد تجرى فحوص لتحديد وظيفة القلنسوة وغيرها .

2- التصوير الظليل للرحم والملحقات : لتحري آفات الرحم والبوقين والذي قد يتبعه تنظير الرحم الداخلي أو تنظير البطن .

3- تحريات الوظيفة المبيضية: ومنها الفحوص المخبرية الهرمونية والفحوص الشعاعية والصدوية .

4- تحريات عنق الرحم من فحص للطاخة العنقية والمهبلي وفحص ما بعد الجماع والذي يحدد وجود العقم المناعي .

بالإضافة للعديد من الفحوص الأخرى التي تتبع مكان الإصابة المتوقع .

العلاج:

-لا مجال للمقارنة بين العلاجات المختلفة المذكورة وطرق العلاج الحديث, بل ليس من العدل إجراء مثل هذه المقارنة لتقدم علم الأدوية الحديث إلا أننا سنذكر النقاط السريرية التالية:

-حالات العقم المناعي والتي ذكرها ابن سينا والرازي والتي عالجها بتغيير الزوج, حالياً تعالج باستخدام تقنيات الإلقاح المساعد.

- حالات السمنة والاضطرابات الهرمونية المسببة للاإباضة تعالج بعلاج السبب لذلك نلجأ لتخفيف الوزن كما ذكر ابن سينا بالإضافة لمعالجات دوائية للاضطرابات الهرمونية المرافقة.

-آفات القضيب تعالج جراحياً كما ذكرها ابن سينا والزهراوي.

-أما الأدوية المفردة والمركبة المستخدمة في تعديل أسواء المزاج وتحسين أحوال المني الذكري والأنثوي فلا يمكن لنا الحكم عليها إلا بعد تجارب سريرية تحدد وجود تأثيرات علاجية لهذه الأدوية.

















فهرس بأسماء الأدوية المفردة والمركبة[1]

حرف الألف

الابهل: الجامع ج1 ص 9 : صنف من العرعر كبير الحب . يدر الطمث أكثر من كل دواء يدره ويفسد الأجنة الأحياء ويخرج الأجنة الموتى . من اليبوسة والحرارة في الدرجة الثالثة .

الأترج: الجامع ج1 ص13: نبات تبقى ثمرته عليه جميع السنة , في الدرجة الثالثة من التبريد والتجفيف تطفىء حرارة الكبد وتقوي المعدة  و تزيد في شهوة الطعام و المربى منه بالعسل أسلم وأقبل للهضم  وقد ينفع أكله من البواسير .

أجاص: الجامع ج1ص18 : ثمرة هذه الشجرة تطلق البطن وخاصة إذا كانت طرية ويسكن العطش و يدر الطمث .

الأس الرطب : الجامع ج1 ص37 : في أس : خضرته دائمة ويسمو حتى يغدو شجراً عظيماً , بارد في الأولى يابس في الثانية. إذا صير في المياه وافق خروج الرحم و المقعد, و النساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات المزمنة, دخان حب الأس نافع في نزف الأرحام.

أسرب: الجامع ج1ص46:وهو الرصاص الأسود.قوته مبردة وفيه جوهر رطب .يفيد في مداواة الأورام الحارة العارضة في المقعدة مع قرحة أو بواسير.

الاسفيداج: الجامع ج1ص 42:يعمل على هذه الصفة, يؤخذ خل ثقيف فيصب في إجانة ويوضع على فم الإناء قطعة من بارية وعليها لبنة من الرصاص, وتغطى اللبنة. بارد من الدرجة الثانية ينفع القروح وينفع الجراح إذا صنعت منه المراهم ويأكل الحم المتغير وينبت اللحم الجيد.(ووجدته في القانون , الكتاب الخامس ص444:اسفيذاج).

أشنان:: الجامع ج1 ص50 : هو الحرض . هو نبات لا ورق له وله أغصان دقاق . حار في الدرجة الثالثة محرق . وزن خمسة دراهم منه تسقط الولد حياً أو ميتاً . ونصف درهم من الأشنان الفارسي يدر الطمث .

الإفستنين::الجامع ج1 ص 56: نبات ملمس يلحق بالشجر الصغير حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية . شراب الإفستنين مقوى للمعدة مدر للبول, ينفع من به علة في الكبد والطحال والكلى واحتباس الطمث.

أقاقيا:في الجامع ج4في قاقيا ص   243 :وهو رب القرظ : القرظ ص 257 : من هذه الثمرة تعتصر الأقاقيا شوكة لاحقة بعظامها بالشجر قوته قابضة جداً. يجفف في الثالثة ويبرد في الثانية . تقطع سيلانات الطوبات السائلة من الرحم وترد نتوء المقعدة والرحم .( ووجدته في الجامع ايضا أقاقيا ,قاقيا).

أقراص الكهربا:في كهربا.

اقراص الطباشير:في طباشير.

الأميرباريسية: الجامع ج1ص76 :في أميرباريس. هو برباريس بالفارسية. شجرة خشنة النبات خضراء.قوته بارد يابس في الثانية. يقوي الكبد والمعدة, قاطع للعطش, حبه يجفف قروح الأمعاء يقطع نزف دم الأسفل.( ووجدته في القانون الكتاب الخامس الانبر باريسية أو الأمير باريس )

اناناسيا الذي يكبد الذيب: من القانون الاقرباذين الكبير ص421: معجون أناناسيا الكبرى الذي يكبد الذيب : نافع لاوجاع الكبد والطحال والمعدة والرياح والدوسنطاريا والسعال المزمن وللذين يتقيأون الدم .

الانزروت: الجامع ج1ص87: صمغ شجرة تنبت في بلاد الفرس.يلحم ويدمل الجراحات الحادثة بسبب الضربة.يجبر الوثي ويلحم القروح. ينضج الأورام ويحللها

ايارج فيقرا:القانون الكتاب الخامس الأقرباذين الكبيرص433: هو اسم للمسهل المصلح وتفسيره الدواء الالهي , ايارج فيقرا : وهو ايارج الصبر وقد يضرب به الدارصيني للطافته وليحفظ قوته.

ايارج اللوغاذيا: القانون الكتاب الخامس الأقرباذين الكبيرص 434 : ايارج مبارك فيه كثير النفع منق للبدن حتى أقصى أجزائه .

اينسون : الجامع ج1ص82: من الأدوية المحرقة في الدرجة الثالثة مدر للبول مذهب للنفخ تقطع سيلان الرطوبات التي لونها أبيض من الرحم وتدر اللبن يفتح سدد المثانة والكبد و الرحم.



حرف الباء

البابونج:الجامع ج1ص101:يسخن في الأولى وجوهره لطيف . قوته تحلل وترخي وتوسع مسام البدن . إذا شرب أو طبخ أدرّ الطمث وأحدر الجنين عند الولادة وأدرّ البول وأباد الحصى .

البازرد:الجامع ج1ص104 في باذاورد: نبات له ورق مسطح يجفف ويقبض قبضاً معتدلاً . ينفع من استطلاق البطن ومن ضعف المعدة .( وجدتها في القانون بازورد.)

الباسليقون: وهو الكمون الملكي.في نامخواة.

بزر البنج: الجامع ج1 ص160 في بنج: هو الشكران بالعربية والبنج الأسود يحرك جنوناً وسباتاً. أما الأبيض فهو أنفع شيء في علاج الطب . في الثالثة من التبريد . يفيد نزف الدم من الرحم

بزر الكتان:الجامع ج1 ص 124: حار في الأولى وسط فيما بين الرطوبة واليبس.رديء للمعدة عسر الإنهضام.يحلل الأورام البلغمية .ويحرك شهوة الجماع ويفيد للذع الأمعاء والرحم وإخراج الفضول وينفع في الأورام العارضة للرحم.

بزر الكرنب:في كرنب.

بزر الكراث:في الكراث.

بزر الكرفس:في كرفس.

البسذ: الجامع ص 128:وهو العزول وهو المرجان ايضاً , حابس للدم منشف للرطوبات, إن دخل مع الادوية الحابسة للدم من أي عضو أعان على حبسه.

البطم :: الجامع ج1ص134:هي شجرة الحبة الخضراء في جميعها شيء قابض . تسخن في الثانية تجفف في الثالثة . تدر الطمث ودم البواسير وتسمن الكلي .

البلوط: الجامع ج1ص151:جميع أجزاء هذه الشجرة قوتها تقبض. جفت البلوط يشفي النزف العارض للنساء ونفث الدم وقروح الأمعاء واستطلاق البطن.يحتمله النساء لسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم.تفيد ثمرة البلوط في مداواة الأورام الحارة .البلوط بارد يابس يبسه في الثانية وبرودته في الأولى.

البنفسج: الجامع ج1ص156: من البرودة في الأولى وفي الرطوبة في الثانية يحلل الأورام وينفع من السعال العارض من الحرارة ينوم نوماً معتدلاً .

بياض البيض:الجامع ج1ص176:تبرد تبريداً معتدلا ًوتجفف تجفيفاً لا لذع فيه.فأما بياض البيض يستعمل في جميع الأوجاع التي تحتاج إلى دواء لا يلذع أصلاً.وفي جراحات المقعدة والعانة و القروح الخبيثة.



حرف التاء

ترياق الاربعة: القانون الكتاب الخامس ص 406: ينفع من لسعة العقارب والعناكب و الأمراض الباردة.

التنكار:الجامع ص93: من اجناس الملح فيه طعم البورق ويشوبه شيء من المرارة حار يابس .

حرف الثاء

حرف الجيم

الجاوشير: الجامع ج1ص212: نبات ورقه خشن قريب من الارض.لبنه يسخن ويلين ويحلل في الدرجة الثالثة.يبني اللحم في الجراحات .ثمرته حارة تدر الطمث.

جفت البلوط: الجامع ج1ص225.هو الغشاء المستبطن لقشر ثمرته. في البلوط.

الجلنار:الجامع ج1ص225: معناه بالفارسية ورد الرمان, وهو الرمان الذكر.قوته تجفف وتبرد وهو غليظ, قوته في البرودة واليبوسة من الدرجة الثانية, يفيد النساء اللواتي يتحلب إلى أرحامهن شيء يخرج بالنزف.

جندبيدستر:الجامع ج1ص234 في جندبادستر:فسطر حيوان يعيش في المياه وخصاه الجندبادستر.يدر الطمث ويخرج المشيمة. يفيد من به مغص وفواق.

جوارش العود:في العود.

جوزبوا: الجامع ج1ص 240:وهو جوز الطيب. في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثانية حابس للطبيعة مطيب للنكهة نافع من الحميات ومن ضعف الكبد والمعدة.



حرف الحاء

حب الأس: في أس.

حب المقل:في المقل.

حب المنتن:القانون الكتاب الخامس ص497: ينقص الاخلاط الغليظة ويفتح السدد وهو الحب المعروف بالماهاني.

حب الغار:في الغار.

حجر المغناطيس: الجامع ج2ص452 في مغناطيس:الحجر الذي يجذب الحديد يسهل كيموس غليظ إن سقي منه. إذا مسك نفع من وجع اليدين والرجلين ,نافع من عسر الولادة .

الحصرمية: الجامع ج2ص277:في الحصرم.هو غض العنب.وقوته في البرودة من الدرجة الثانية ومن اليبوسة من الدرجة الثالثة.يحتقن به لقرحة الأمعاء ولسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم.ويشرب لنفث الدم العارض قديماً من انخراق بعض العروق.شراب الحصرم مز نافع للحوامل من النساء لأنه يقوي معدتهن ويمسك الجنين أن يسقط.

الحضض:الجامع ج2ص279:شجرة مشوكة. في التحليل والتجفيف من الدرجة الثانية.يفيد الأستطلاق وقرحة الأمعاء والنساء اللواتي بهن نزف. يقطع سيلانات الرطوبات السائلة من الرحم .

الحلبة: الجامع ج2ص280:تسخن في الثانية وتجفف في الأولى .تنفع المعدة ووجع الأرحام وانضمامه. تسهل ولادة الرحم العسر الولادة للجفاف.

الحلتيت:الجامع ج2ص283:وهو صمغ الانجدان.لها قوة تجذب جذبا بليغا. حار يابس في اول الرابعة.يدر الطمث وينفع من الاسهال المزمن.

حكاكة الأسرب:في أسرب.

الحمص:الجامع ج2ص288:جنس من الحبوب ينفخ ويلين البطن ويدر البول ويزيد من اللبن والمني .والأسود أكثر إدرارا.ويفيد في تفتيت الحصى ويعين على أخراج الجنين ويولد اللبن ويهيج شهوة الجماع.

الحنطة: الجامع ج2ص298:تسخن البدن في الثانية .أوفق حبة عمل منها الخبز واشدها ملائمة لبدن الانسان المعتدل.تعقل البطن.تنفع من السعال ونفث الدم .

الحنظل:الجامع ج2ص296:نبات له ثمرة شديدة المرارة.يفيد من عرق النسا والفالج والقولنج وإذا احتمل قتلت الجنين.

حرف الخاء

خبث الحديد: الجامع ج2في خبث ص312وفي حديد الجامع ج2 ص265: خبث الحديد أشد تجفيفاً من غيره.يحلل الأورام الحارة ويقوي المعدة وينشف الفضلة .ويمنع الحبل ويقطع نزف الحيض .

الخردل: الجامع ج2ص318:يفيد النساء اللواتي يعرض لهن الاختناق ووجع الارحام.

الخشخاش: الجامع ج2ص 328:منه بستاني ويتخذ من بزره خبز يؤكل في وقت الصحة. قوته تبرد من الدرجة الرابعة.بزره ينوم تنويما معتدلا قصدا.يفيد لاسهال البطن وسيلان الرطوبات من الرحم.

الخطمى:الجامع ج2 ص333: منه بستاني يعرف بورد الزواني .إذا احتمل طبيخه كان صالحاً للورم العارض في الرحم وانضمامها وينقي الفضول من النفساء.

الخلاف: الجامع ج2 ص340:وهي نوع من الصفصاف.فقاح الخلاف اذا شم نفع المحرورين ومن الصداع الشديد.



الخيارشنبر: الجامع ج2ص356:شجر معروف يشبه الجوز.يسهل المرة الصفراء المحترقة ويسكن حدة الدم ويحلل الاورام الحارة ويلين الصدر.يسقى للحبالى للمشي ويمشي المرة وينقي اليرقان.

حرف الدال

الدارصيني:الجامع ج2ص359:معناه شجرة الصين.قوته حارة في الثالثة مجففة مسخنة مدرة للبول ملينة منضجة . يدر الطمث ويسقط الجنين .ينفع في الأستسقاء اللحمي والزقي.

الدادي: الجامع ج2ص362:حب مثل الشعير .يابس في الأولى قابض.نافع جداً لأوجاع المقعدة ولاسترخائها.وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها.

دحمرتا::القانون الكتاب الخامس ص419: نافع من سدد الكبد والطحال و الارحام والسعال الرطب واليرقان السدي والاسترخاء.

الدجج: الجامع ج2 ص317: افضل الطير البري وبعده الشحرور , حار يابس في الاولى.

دخان الكبريت:في كبريت.

دخان الكراث:في الكراث.

دخان المقل:في المقل.

درونج: الجامع ج2  ص369:وهو العقيربة .نبات له ورق على الارض.في الحرارة و اليبوسة من الدرجة الثالثة .ينفع من الرياح النافخة ومن لسع الهوام . ينفع من اوجاع الارحام الباردة والرياح الغليظة في المعدة والامعاء والرحم.

دم الأخوين: الجامع ج2ص377:هو صمغ شجرة من سقطرى.قوته باردة في الثالثة وقابضة.صالح لقطع السيف وتدميل الجراحات.شديد القبض يقطع النزف من أي عضو كان.

دقيق الحنطة:في الحنطة.

دهن الاقحوان: الجامع ج2ص380: ملهب مسخن جداًملين مفتح لأفواه العروق.يفيد عسر البول واورام المقعدة الحارة وفتح البواسير. ويدر الطمث اذا احتمل بالرحم .

دهن البابونج : الجامع ج2ص388:حار باعتدال مجفف باعتدال مسكن لللاوجاع ينفع في الرياح الكائنة في المعي ويحلل الاورام المركبة.

دهن البلسان: الجامع ج2ص147 بلسان:شجر لا يعرف الا بعين شمس من مصر . يجفف ويسخن في الثانية ومع ذلك فهو لطيف.يبرؤ من برد الرحم ويخرج المشيمة والجنين.

دهن الخروع: الجامع ج2396:يصلح للجرب والقروح الرطبة في الرأس والاورام الحارة في المقعدة وانضمام فم الرحم ولانقلابه.

دهن الزنبق: الجامع ج2ص392: يربى السمسم بنوار الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق. حار يابس نافع في اللقوة والصرع والفالج والشقيقة الباردة والصداع البارد.

دهن الشبث:في الشبت.

دهن اللوز المر: الجامع ج2ص397:يصلح لأوجاع الرحم وانقلابه وأورامها الحارة ووجعها الذي يعرض منه اختناق النسا والصداع. ينفع في القروح الرطبة.

دهن المقل:في المقل.

دهن نوى المشمش: الجامع ج2ص397:يحلل أورام السفل وغلظ الشرج ويضمد البواسير .ينفع من الزحير.

دهن الورد: الجامع ج2ص389:له قوة قابضة مبردة.يسهل البطن ويطفيء التهاب المعدة ويبني اللحم في القروح العميقة.إذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم .

دهن الغار: الجامع ج2ص395 :يصنع من حبه.له قوة مسخنة ملينة مفتحة لافواه العروق محللة للاعياء.يقتل الديدان والقمل والصيبان وينفع من الاختلاج والامراض الباردة والشقيقة.

الدياخليون: القانون الكتاب الخامس ص516:نافع من الصلع والاورام الصلبة والخنازير : حلبة وبزر كتان وخطمي ابيض..... .

حرف الذال

حرف الراء

الرازيانج: الجامع ج2428: يسخن في الثالثة ويجفف في الاولى .يدر البول ويحدر الطمث.

الراسن: الجامع ج2ص421: هو الأينون .يدر الطمث والبول.حار يابس في وسط الثالثة. يفيد في انزال الحيض.

الرمان: الجامع ج2ص 439: جميعها قابض.وحب الرمان أشد قبضاً من عصارته وأشد تجفيفاً وقشوره أكثر في الأمرين.يفيد نفث الدم و‘ذا استعمل في المياه التي يجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة. وقوة قشر الرمان قابضة.وهو مصلح لشهوة الحبالى, وينفع من النزف عند النساء.وإذا احتقن بمائه جففت الرطوبات السائلة من الرحم.

حرف الزاي

الزاج : الجامع ج2ص449:وله أنواع منها القلقطار والأخضر والاحمر وغيره وكلها له قوة قابضة مسخنة محرقة و القلقطار يفيد في قطع نزف الدم من الرحم ومن الرعاف.

زرنباد: الجامع ج2 ص461:معروف عند الصيادلة وهو عرق الكافور .حار يابس في الثانية.يحلل الرياح التي في الارحام وهو مفش للأورام العارضة في الرحم محدر للطمث والبول .

زعرور: الجامع ج2ص469:شجرة مشوكة لها ثمر صغار.ثمرة الزعرور تقبض قبضاً شديداً.يقطع القيء و يعقل البطن ولا يحبس البول ويشهي الأكل.

الزنجبيل:الجامع ج2ص473:عروق تسري في الارض وليس بشجر .قوته مسخنة معينة في هضم الطعام ملينة للبطن ويقع في اخلاط الأدوية المعجونة .حار في الثالثة رطب في الاولى.

الزوفا:الجامع ج2ص481:الزوفا اليابس : حشيشة تنبت بجبال بيت المقدس .قوته مسخنة مجففة في الثالثة وهو لطيف جداً. مفيد في السعال المزمن ومن اورام الرئة الحارة. اما الزوفا الرطب فهو الدسم الموجود في الصوف.حار في الثانية رطب في الاولى.يفيد القروح الجاسية خاصة العارضة في الرحم والمقعدة وإذا احتمل ادر الطمث وسهل خروج الجنين.

زيت الانفاق:الجامع ج2 ص91 في أنقاق:وهو الزيت المعتصر من الزيتون الفج الذي لم يكمل نضجه.

حرف السين

سذاب: الجامع ج 3 ص7:وهو الفيجن. في الرابعة من التسخين والتجفيف.مدر للبول والطمث.نافع لابطال السموم القاتلة. يسكن وجع الرحم من اختناقه

السك: الجامع ج 3 ص32:قابض مانع للقيء يعقل البطن .حار في الاولى يابس في الثانية.يفيد في اوجاع العصب ويمنع النزف.

السكبينج: الجامع ج 3 ص31:صمغة نبات شبيه بالقثاء.يسخن وويجفف في الثالثة.يفيد لوجع الصدر والجنب والسعال المزمن. يدر الطمث ويقتل الجنين ويفيد في وجع الرحم العارض عن الاختناق

سماق: الجامع ج 3 ص38:ثمرة نبات يقال لها سماق الدباغة.يجفف في الثالثة ويبرد في الأولى.وقوة الورق قابضة.وحقنته تنفع قرحة الأمعاء.ويقطع سيلان الرطوبة البيضاء من الرحم والإسهال ونزف الدم من الرحم.

السمسم الاسود:الجامع ج 3 ص40:أكثر البزور دهناً.حار رطب في الأولى.يدر الحيضة ويطرح الولد.

سنح السفود:غير معروفة.

السيسبان: الجامع ج 3 ص 61: اسم في الديار المصرية لشجر حوار العود يستعمل لتحصين البساتين , يابس دبوغ للمعدة ويقويها ويحبس الطبيعة .



حرف الشين

الشاهترج: الجامع ج 3 ص 63:وهو فقيض ,ومعناه الدخان ,نبات ينبت بين الشعير, طعمه حريف مر وفيه قبض,مقو للمعدة دابغ لها منبه لشهوة الطعام ,محدر للمرة للمحترقة مصف للدم .

الشب اليماني: الجامع ج 3 ص69:أصناف الشب كثيرة ولكن يستعمل في الطب ثلاثة.ألطف ما فيه المعروف باليماني . قوتها مسخنة قابضة.تذيب اللحم الزائد في الجفون وسائر الأعضاء. ينفع في القروح الخبيثة ويقطع نزف الدم.وإذا صير بصوفة في فم الرحم قبل الجماع قطع الحبل ويقطع النزف, وقد يخرج الجنين.

شراب الريحاني :ص8 : الجامع ج 2 ص448 في الريحاني:هو الشراب الصرف الطيب الرائحة.

شراب حب الأس:في أس.

شراب الرمان:في الرمان.

شراب حماض الأترج:في الأترج.

شراب الليمون:في ليمون.

شراب النعنع :في النعنع.

الشبث: الجامع ج 3 ص66:يسخن ويجفف في الثانية.واذا احرق صار في الثالثة.يسكن الوجع ويجلب النوم وينضج الاورام اللينة. ينفع القروح في اعضاء التناسل .وينفع من اوجاع الرحم.

الشجرينا: القانون ك5 ص 417 :دواء مجرب نافع من جميع الأمراض الباردة والرياح الغليظة ومن برد المعدة والقولنج.

شحم الدجج:في الدجج.

شحم الحنظل:في حنظل.

الشعير: الجامع ج 3 ص83:اجوده ما كان نقيا ابيض وهو اقل غذاء من الحنطة .في الدرجة الاولى من التبريد والتجفيف .يستعمله الناس في اشياء كثيرة بخلطه مع ادوية اخرى.

الشكار:

الشمع الأصفر: الجامع ج 3 في الشمع ص90:وأجود أنواعه ماكان ضاربا إلى الحمرة وكان علكا دسما طيب الرائحة.وهو مادة اللطوخات والمراهم ورائحته قاطعة للرياح الرديئة.

شونيز: الجامع ج 3 ص95: تمنس صغير دقيق العيدان.يسخن ويجفف في الثالثة.يحدر الطمث.وينفع من الام النفساء اذا احتبس النفاس ولأوجاع الرحم. ويخرج الأجنة الميتة والحية ويسقط المشيمة.

الشيرخشك: الجامع ج 3 ص101:طل يقع من السماء على شجر الخلاف.أفضل أنواع المن.وخاصته النفع من حمى الكبد وأورامها الحارة.ومن السعال الحار السبب.

حرف الصاد

الصبر: الجامع ج 3 ص104:جميع هذه الشجرة ثقيل الرائحة مر المذاق جدا.ًيجفف في الثالثة ويسخن في الأولى.يفيد لإلصاق الجراحات ويدمل القروح العسرة الاندمال .ويقطع نفث الدم.

الصمغ العربي: الجامع ج 3 ص114من الصمغ. إذا قيل مطلقاً يقصد به الصمغ العربي.وهو صمغ شجرة القرظ.قوته تجفف.ينفع في قروح الرئة والسعال ويقوي المعدة .وفي قطع نزف الدم من أي موضع من الجسم ومن البواسير في الرحم.

الصندل : الجامع ج 3 ص119:وهو خشب يؤتى به من الصين .بارد في الثالثة يابس قي الثانية.في ضعف المعدة والصداع والأورام الحارة والنقرس.

حرف الضاض



حرف الطاء

طباشير: الجامع ج 3 ص129: يوجد في جوف القنا الهندي وهو رماد أصول القنا الهندي. بارد في الثانية يابس في الثالثة. يقوي المعدة جيد للحمى الحادة والعطش.يقطع القيء وينفع في القروح والبثور والقلاع.

طين أرميني: الجامع ج 3 ص151:يجلب من أرمينية القريبة من قيادوقيا, يابس جداً, ينسحق بسهولة,يجفف تجفيفاً شديداً جداً:نافع لقروح الأمعاء واستطلاق البطن ونفث الدم ونزف الطمث.ينفع أصحاب السل.

الطين المختوم: الجامع ج 3  ص143:يفيد في الجراحات الطرية بدمها والقروح العتيقة العسرة الاندمال.ويفيد من شرب السم ويهيج القيء.

حرف الظاء

حرف العين

عاقرقرحا: الجامع ج 3 ص157:نبات يشبه البابونج الأبيض .حار يابس في الرابعة يفيد في اللقوة والفالج ويزيد في الجماع.

عصارة لحية التيس:في لحية التيس.

العدس: الجامع ج 3 ص160: هو وسط في الحرارة والبرودة, يجفف في الثانية.ينفع في استرخاء المعدة, والقروح العميقة وأورام العين والمقعدة, ضماده يوافق الثدي الوارمة من احتقان اللبن فيها وتعقده.يغلظ الدم.فلا يجري في العروق.يقلل البول والطمث.

العنبر: الجامع ج 3 ص183:روث دابة بحرية أو نبع عين في البحر أو زبد البحر.عطر الرائحة مقو للقلب والدماغ نافع من الفالج و اللقوة وأمراض البلغم الغليظ.وهو حار يابس وحرارته في الثانية ويبوسته في الأولى.

العفص: الجامع ج 3 ص173:يؤخذ من شجره وهو غض . دواء مقبض ومجفف. في الثالثة من اليبس وفي الثانية من التبريد.في جميع أورام الدبر والمقعدة .وفي خروج الرحم وسيلان الرطوبات السائلة المزمنة.

علك البطم:في البطم.

العدسية:في العدس.

عين السمك: الجامع   ص42 في سمك: أذا احرق قلع اللحم الزائد في القروح ويقلع الثأليل.

عناب: الجامع ج 3 ص191:حار ورطب في الأولى.ينفع حدة الدم الحار والسعال والربو. وفي قرحة المعدة.

عنب الثعلب: الجامع ج 3 ص184:وهو القنا بالعربية وهو صنفان بستاني وجبلي يقال له الغالية .قوته قابضة ومبردة وكلاهما في الثانية.يقطع سيلان الرطوبات من الرحم.

عود السذاب:في السذاب.

العود الهندي:في عود.

العود: الجامع ج 3 ص194:اعلوجن, وهوالعود الهندي وهو خشب يؤتى به من بلاد الهند طيب الرائحة قابض.حار يابس في الثانية لطيف مفتح للسدد كاسر للرياح.يمنع إدرار البول وضعف المثانة.

حرف الغين

الغالية: الجامع ج 3 في عنب الثعلب .

الغاريقون: الجامع ج 3 ص199:قابض مسخن .نافع للمغص والسقطةووجع الكبد والربو وعسر البول ووجع الرحم والرياح العارضة في الرحم. وقد يدر الطمث.

الغار: الجامع ج 3 ص198:شجر عظام له ورق طوال.في أمراض الرحم والمثانة .يسكن ضربان الأورام الحادة.يفتت الحصى ويفيد علل الكبد.

الغد السماقية: في السماق

حرف الفاء

فربيون: القانون ك2 في الادوية المفردة ص628:صمغ شجرة شبيهة بالقثاء مفرط الحرافة والحرارة والحدة, يضم فم الرحم ضماً شديداًحتى يمنع الادوية المسقطة للجنين.

فقاح الكرنب:في الكرنب.

الفلافلي: القانون ك5 ص444 الجوارشن الفلافلي نافع من الابردة ووجع المعدة و الرياح الغليظة.

الفلونيا: القانون ك2ص423 :ينفع من امراض كثيرة وخاصة القولنج مسكن للاوجاع و لعسر البول ومن به حصاة تؤلمه .الفارسي نافع من نزف الطمث والبواسير واللاتي تحضن وهن حبالى ويحفظ الاجنة ويشد فم الرحم.

الفوة: الجامع ج3 ص231: عرق نبات.لونه احمر.يستعمله الصباغون.ينقي الكبد والطحال. يدر البولالغليظ الكثير وربما بول الدم ويدر الطمث.

الفوتنج: الجامع ج3 في الفودنج ص232:اجناسه ثلاثة وهو ملطف مسخن منضج . يدر الطمث ويحدر المشيمة ويخرج الاجنة. القعود في طبيخه يفيد الرياح العارضة في الرحم وصلابته.بعض اجناسه يسمى مشكطرا مشيع .جوهر المشكطرا مشير يلطف أكثر من جوهر الفودنج البري. (ووجدته في المراجع :فوذنج ,فودنج , فوتنج, ولنفس المعنى)

الفوفل: الجامع ج3 ص232:نبات الفوفل نخلة مثل نخلة النرجيل تحمل كبائس فيها الفوفل .بارد شديد القبض.ينفع الاورام الحارة الغليظة ويقوي القلب ويمنع التهاب العين.

حرف القاف

قاقلة: الجامع ج4 ص241:هو من الافاوية العطرية.قوته حارة في الثانية.يفيد في الغثيان والقيء والحصا الكائن في الكلى.

القرنفل: الجامع ج4ص248:هو ثمر معيدان من بلاد الهند يقطع سلس البول والتقطر ويسخن ارحام النساء.وان ارادت المراة إن تحبل شربت في كل ظهر وزن درهم قرنفل .مقو للجماع.

القسط: الجامع ج4ص226:وهو الراسن.

قشر الرمان:في الرمان.

قشار الكندر: في الكندر.

قرطاس: الجامع ج4 ص261: متى قيل يقصد به القرطاس المحرق ويصنع من البردى.بردى :ص 119:هو نبات الخوص. ومنه القرطاس المحرق . مبرد في الثانية ميبس مقبض باعتدال..يفيد نزف الدم والسعفة والرعاف وقروح المعدة.

القلقطار: في الزاج.

قيموليا: الجامع ج4ص149 في طين قيموليا: نوعان احدهما ابيض والاخر فيه فرفرية.قوتة قوة مركبة فهو يبرد ويحلل .يفيد في الاورام الكائنة في الانثيين واورام البدن الحارة .

حرف الكاف

الكافور: الجامع ج4 ص296:شجرته سفحية بحرية.بارد يابس في الثالثة .نافع للمحرورين وقطع شهوة الجماع والرعاف وفي حبس الدم المفرط.

الكبر: الجامع ج4ص299:شجيرة مشوكة منبسطة على الارض قشر أصل الكبر يدر الطمث ويحدر البلغم وقد تكبس قضبانه بالخل أو الملح.

كبابة: الجامع ج4 ص303:هو حب العروس.ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق.جيد للقروح العفنة.ويستخدم في الترياق بدل الدارصيني.

الكبريت: الجامع ج4 ص304:وهو عين تجري اذا جمد ماؤها صار كبريتاً.يضاد جل السموم .اذا دخنت به المرأة طرحت الجنين.في الحرارة واليبوسة من الدرجة الرابعة.

الكثيرا:شجرة الكثيراء تؤخذ الرطوبة التي تظهر في مكان القطع.قوتها شبيهة بقوة الصمغ .تلزق وتغري وتكسر حدة الأشياء الحارة. تفيد في السعال وانقطاع الصوت .ولوجع الكلى وحرقة المثانة.

كتان : الجامع ج4 ص307:الكتان نفسه اذا احرق يكون له بخار لطيف يفتح سدد الزكام ويصلح الرحم التي تتقلص وتصير إلى فوق.

الكحل: الجامع ج4 ص310.اذا قيل مطلقا فإنما يراد به الكحل الأسود وهو الأثمد.الأثمد: الجامع ج1 ص17:حجر الكحل الأسود.قوته قابضة مغرية مبردة .يفيد في القروح ويقوي العين ويقطع سيلان الطمث .بارد يابس في الرابعة.

الكرفس: الجامع ج4 ص310:يدر البول والطمث ويحلل الرياح والنفخ.حار في الثالثة يابس في الثانية.يغزر اللبن ويزيد الباه للرجال والنساء .

الكرنب: الجامع ج4 ص315:وهو الكرنب النبطي قوته تسخن وتجفف.يفيد في ادمال الجراحات وشفاء القروح الخبيثة .وبزره يقتل الدود. و عصارته اذا احتملت يدر الطمث.وطبيخه يدر الطمث ويقتل الجنين.



الكركم: الجامع ج4 ص325:قيل انه اصل نبات يسمى بقلة الخطاطيف وقيل انه الزعفران.يفيد في الجرب وتنشيف الجروح وتحد البصر وتذهب البياض من العين.

الكراث: الجامع ج4 ص320:الكراث الشامي نافخ .يدر البول والطمث يفيد النساء من انضمام فم الرحم والصلابة العارضة فيه.وورق الكراث الشامي. خاصيته النفع للرحم التي بها رطوبة تزلق بالرحم.يحرك شهوة الجماع.

الكرمادنة: الجامع ج4 ص325 في كرمدانة:ثمرة شجرة الميتان.أو دود الكرم.

كزبرة: الجامع ج4 ص327:باردة يابسة .تفيد في الأورام الحارة .قاطعة للدم .الكزبرة الرطبة تعلق على فخذ المرأة العسرة الولادة فإنها تلد بسرعة.

الكمون: الجامع ج4 ص346:يستخدم بزره.قوته حارة في الثالثة.يفيد إدرار البول وطرد الرياح واذهاب النفخ ويقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم.ومن انواعه الكمون الكرماني والذي يعرفه البعض ب الباسليقون,أو الملكي.

الكندس: الجامع ج4 352:عروق شجرة الكنكر او الحرشف البستاني.حار في الرابعة يابس في الثالثة.شربه خطر عظيم.يقيء بقوة ويسهل ويعطش.واذا كان الولد ميتاً...واحتملته المرأة فإنها تلقيه .

الكندر: الجامع ج4 ص348:وهو اللبان بالعربية واللبان لا يكون إلا من شجر عمان.يسخن في الثالثة ويجفف في الأولى ويقبض قبضاً يسيراً .ينفع القروح العميقة ويدملها. ويلزق الجراحات الطرية ويقطع نزف الدم من أي موضع.أما قشر الكندر فيقبض قبضاً بيناً ويجفف تجفيفاً بليغاً.يكثر أستعماله في مداواة نفث الدم.وللنساء اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات مزمنة.

كهربا: الجامع ج4 ص355, في كهرباء:رطوبة تقطر من ورق الدم شبيهة بالعسل, صمغ كالسندروس.قوته باردة يابسة .يحبس الدم من أي موضعا كان.إن علق على الحامل حفظ جنينها.جيد لسيلان دم الطمث والبواسير.





حرف اللام

االلاذن: الجامع ج4 ص359:شجرة شبيهة بالقسوس,زهرها قابض ورطوبتها شبيهة بالدبق. حار في الثانية مع قبض يسير ويلين تلييناً يسيراً.نافع في علل الرحم . مقوي للشعر المتساقط.يفيد بخوره لاخراج المشيمة.واحتماله مفيد لصلابات الرحم.

لحية التيس : الجامع ج4 ص378:وهو قسيوس باليونانية شجرة خشنة.يدمل الجراحات ويفيد في قروح الأمعاء وضعف المعدة وفي الجراحات المتعفنة. وهي من اليبوسة في الدرجة الثالثة.يفيد في نفث الدم وسيلان الطوبات من الرحم .

لسان الحمل: الجامع ج4 ص381:وهو أويقانس ,أو بالة , أو بكناش ,قريب الشبه من البقول ,مزاجه مركب من مائية باردة وفيه قبض , لذلك يجفف ويبرد في الثالثة ,لورقه قوة قابضة مجففة توافق القروح الخبيثة الوسخة ويقطع سيلان الدم منها .وقد يحتمل في صوفة لوجع الرحم واختناقه وسيلان الفضول من الرحم.

لعاب الحلبة:في الحلبة.

لعاب بزر الكتان: في بزر الكتان.

الليمون : الجامع ج4 ص395:مركب من ثلاثة اجزاء مختلفة المنافع القشر والحامض والبزر .قشره حار ويابس في الثانية.منبه لشهوة الطعام يقاوم مضار السموم المشروبة.عصارته باردة يابسة في الثالثة.تفيد في البهق الاسود والكلف وأصحاب الحميات العفنة.

اللوبيا الأحمر: الجامع ج4 ص388: حارة رطبة في الأولى.تدر الحيض.ينقي دم النفاس ويخرج الأجنة الميتة.

لؤلؤ: الجامع ج4 ص389:يجلب من البحار. معتدل في الحر والبرد واليبس والرطوبة.ينفع في خفقان القلب والخوف والفزع والجزع الذي يكون من المرة السوداء. يصفي دم القلب ويجفف الرطوبة.

حرف الميم

ماء الجبن: الجامع ج4 ص413:كل لبن من الألبان لا يخلو من رطوبة مائية .صالح لإسهال البطن.ويغسل القروح التي فيها قيح رديء فاسد.

ماء السذاب:في السذاب.

ماء الهندباء :في الهندباء .

ماء السماق:في السماق.

ماء الكزبرة الرطبة:في كزبرة.

ماء الحمص الاسود:في حمص.

ماء الأصول::القانون ك5 ص 496: ينفع من السدد ومن عسر البول ووجع الكبد ويستعمل في الادهان وغيرها.

ماء الورد : الجامع ج4 ص 418 :بارد في الاولى معتدل بين الرطوبة واليبس. ينبه الحواس الخمسة ويبسط النفس ويقوي المعدة ويقطع نفث الدم .

ماء ورق الكرنب:في الكرنب.

ماء عنب الثعلب: في عنب الثعلب.

ماء الشعير: الجامع ج4 ص416:اكثر غذاء من سويق الشعير ,وماء كشك الحنطة اكثر غذاء منه.يسمى المصفى من مطبوخه حساء واللطيف الرقيق من ذلك ماء الشعير.ينفع المحمومين الذين اصابهم اسهال ذريع, ولسائر الحميات الباردة السبب.

المردسنج: الجامع ج4 ص437:وهو المرتك.ومعنى هذا الاسم الرصاصي. قوته قابضة ملينة مسكنة مبردة تملىء القروح العميقة لحماً وتذهب اللحم الزائد في القروح وتدملها.

مرهم كافوري:في الكافور.

مرق الشعير:في شعير.

المر : الجامع ج4 ص430:صمغ شجرة تشبه الشوكة المصرية.في الدرجة الثالثة من التسخين والتجفيف.يلين فم الرحم.يدر الطمث ويحدر الجنين.

المرتك:في المرداسنج.

مسك: الجامع ج4 ص444:وهو من دم ظباء التبت بعد قطع النوافج.حار في الثانية يل بس في الثالثة.يسخن الأعضاء الخارجة ويقوي الأعضاء الباطنة.جيد للغشي وسقوط القوة.ينفع في جميع العلل الباردة في الرأس.ويذهب عمل السموم.

المشكطرامشيع: الجامع ج4 في مشكطرا مشير ص 448 : هو الفودنج البستاني :في الفودنج.(وجدتها في المراجع مكتوبة  عشكطرا مشيع ومشكطرا مشير)

المصطكي: الجامع ج4 ص448:وهو علك الروم وشجرته معروفة.يقبض ويجفف في الثانية.يفيد النساء اذا انفجر من ارحامهن الرطوبات وإذا برز الرحم وخرجت المقعدة.ثمرته وهي مستجين تفيد في نزف الدم من الرحم وظهور الرحم وتقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم.

معجون خبث الحديد:في خبث الحديد.

معجون النجاح: غير معروفة.

معجون البسذ:في البسذ.

المقل: الجامع ج4 ص453:صمغ شجرة تكون ببلاد العرب,يفتت حصى المثانة ويدر البول. وإذا احتمل أو تبخر به فتح الرحم المنضمة وحدر الجنين وكل رطوبة.

حرف النون

نانخواة: الجامع ج4 469:ويقال ناتخة ونانخاة.ومنه ما يعرف بالكمون الكرماني .ومنهم من يسميه بأسيلقون ومعناه الكمون الملكي.قوته مجففة مسخنة لطيفة في الدرجة الثالثة. يفيد في المغص وعسر البول وإدرار الطمث وإذا تدخن به نقى الرحم.

النعنع : الجامع ج4 ص479:حار في الثالثة يفيد في الدبيلات والجراحات.يقطع نفث الدم.له قوة قابضة مسخنة مجففة.يسكن الفواق والغثي والهيضة.يفيد احتماله قبل الجماع في منع الحمل.وينفع من عسر الولادة.

حرف الهاء

الهليلج الأصفر: الجامع ج4 ص502:الأصفر ، بارد في الأولى يابس في الثالثة,يسهل المرة الصفراء,يدبغ المعدة ويقويها وينفع من استرخائها , ويسهل الصفراء والبلغم .

الهندباء : الجامع ج4 ص504:بارد يابس في الأولى . قوته قابضة مبردة جيدة للمعدة. ينفع من نفث الدم . يقاوم اكثر السموم.

حرف الواو

الورد الأحمر: الجامع ج4 ص490:بارد في الاولى يابس في الثانية.عصارته تفيد وجع الرأس والعين والأذن واللثة و  للرحم والمعي المستقيم.

ورق البقلة:في البقلة.

ورق الخطمى:في الخطمى.

ورق التنكار: في التنكار .

ورق الخلاف:في خلاف.

ورق الأس الرطب:في الأس الرطب.

ورق لسان الحمل:في لسان الحمل.

ورق الزعرور: في زعرور.

ودع: الجامع ج4 ص490:صنف من المحار. يدخل في الطب محرقاً وغير محرق.فيه حرارة ويبوسة.ينفع في قروح العين وقطع الدم .

حرف الياء

                         

















الخاتمة

إن عملية تحقيق المخطوطات هي الخطوة الاولى في كشف النقاب عن مكنونات التراث الادبي والعلمي العربي والاسلامي, فهي تسهل تعرف مختلف الباحثين في هذا القطاع المعرفي إلى نتاج العديد من العلماء والمفكرين والادباء, الذين ما تزال كتاباتهم وافكارهم ومساهماتهم محتجزة في مخطوطات غير معروفة لهؤلاء الباحثين, إما لأنها غير محققة أو أنها لم تنشر. كما إن المخطوطات المحققة والمطبوعة وعملية تحقيق النصوص بحد ذاتها تكشف الكثير عن بعض النواحي التاريخية العلمية والادبية, ومنها الاختلافات اللغوية أو تطور اللغة عبر الزمن  وغيرها, مما يفتح المجال لنشوء علم أو مجموعة من العلوم المتعلقة بعملية التحقيق والتي تساعدنا في الدراسة التاريخية للتراث الفكري والادبي والعلمي العربي . أن الطب العربي الإسلامي قام في أساسه على مبادئ وتعاليم الطب اليوناني, لذلك نجد مراجعة كتابات وأعمال الأطباء العرب والمسلمين إنهم تبنوا عموما النظريات اليونانية الفلسفية المفسرة لظواهر الكون والإنسان و الصحة والمرض, كما تبنوا النظريات الفلسفية الطبية اليونانية-وإن تناولوها بالنقد لاحقاً- وعلى هذا فيجب أن لا نستغرب التشابه الهام في المبادئ التي استند عليها الطب اليوناني وتلك التي اعتمد عليها الأطباء العرب و المسلمين في كل فروع الصناعة الطبية عموماً والذي نجده واضحاً في الطب المتعلق بالعقم و الحمل والولادة خصوصاً.

     وهنا يجب أن نتذكر أنه في تلك العصور لم تتوافر أدوات التشخيص المتعددة –والتي ننعم بها حالياً- والتي تسهل تشخيص العديد من الحالات المرضية والفيزيولوجية;ونخص بالذكر تلك الاختبارات الشعاعية منها والمخبرية التي تساعدنا في تشخيص العقم وتحديد أسبابه وبالتالي علاجه, لذلك نجد الأطباء العرب ومن قبلهم اليونانيون اعتمدوا على قوة الملاحظة المجردة, والتي بنوا عليها –باستخدام معايير منطقية وبالاعتماد على النظرية الابقراطية – تفسيرهم للإخصاب والعلوق والحمل وتمايز الجنس والولادة, فأصابوا مرات عديدة, وأخطئوا في غيرها.



المصادر والمراجع

ابن أبي أصيبعة, موفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم, 1998-عيون الأنباء في طبقات الأطباء, الطبعة الأولى, منشورات دار الكتب العلمية, بيروت لبنان, 767ص.

ابن البيطار, ضياء الدين أبي محمد عبد الله الاندلسي, 2001 – الجامع لمفردات الأدوية والأغذية.الطبعة الأولى, منشورات دار الكتب العلمية, بيروت لبنان-مجلدين: 540ص, 480ص

ابن سينا, أبي علي الحسين بن علي بن سينا, 1999 - القانون في الطب. الطبعة الأولى, منشورات دار الكتب العلمية, بيروت لبنان - 3 مجلدات: الثاني 560ص.

الحاج قاسم, محمود, 1987- الطب عند علماء العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات. الطبعة الأولى, منشورات الدار السعودية للنشر والتوزيع, 393ص

الرازي, أبو بكر 1960 - الحاوي.الطبعة الأولى, مطبوعات دائرة المعارف العثمانية, حيدرأباد - 10 مجلدات: المجلد الرابع, 490ص.

الزهراوي, خلف بن عباس أبو القاسم, 2004- التصريف لمن عجز عن التأليف, الطبعة الأولى, مطبوعات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي إدارة الثقافة العلمية سلسلة التراث العلمي العربي_ مجلدين: الثاني 1377ص.

الطبري, أبي الحسن علي بن سهل ربّن الطبري, 1921-فردوس الحكمة, مطبوعات مكتبة أفتاب برلين - 620ص

كحالة, عمر رضا, 1957- معجم المؤلفين.الطبعة الأولى, منشورات المكتبة العربية, دمشق سوريا.

المجوسي, علي بن عباس, 1985-كامل الصناعة الطبية, الطبعة الأولى, مطبوعات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية و مكتبة جامعة استنبول-مجلدين: الثاني 512ص.

4

[*] أستاذ ورئيس قسم تاريخ الطب -  معهد التراث العلمي العربي – جامعة حلب. دكتوراه في تاريخ الطب العربي الإسلامي – طبيب اختصاصي في جراحة العظام.
هاتف 300030 94 963 ، بريد إلكتروني: a.kaadan@scs-net.org
[**] طبيب اختصاصي بالجراحة النسائية - طالب دبلوم في معهد التراث العلمي العربي – جامعة حلب.
[1] ادرجنا اسماء الادوية المفردة والمركبة بالترتيب الالفبائي ومن ثم اسم المرجع والصفحة التي استخدمت للتثبت من صحة الرواية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق