بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 مايو 2013

استخدام الهرمونات و المضادات الحيوية في تغذية الدواجن



استخدام الهرمونات و المضادات الحيوية في تغذية الدواجن


الدكتور محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ رئيس قسم الإنتاج الحيواني في جامعة الملك سعود بالرياض

 https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:nrbH4fqUe1cJ:www.moa.gov.sa/webcont/training/7.doc+&hl=ar&gl=eg&pid=bl&srcid=ADGEESisFX8PJyr_fxUO9ZCvxSwYp74IO7s-V0_uLt2pVWzMYMLrBtaNFI7bPGU8K3DpgVH3MlcXMAA2uvLWRO1-watCZEgqbtsa_aTTFb9ZRsXNMwxbk1uG1cUh9h3v_QQlo44J-UYz&sig=AHIEtbTEBw6Wwinv9r0keF6jSXt9yUPpuw


   حوار حول حول ما يشاع استخدام الهرمونات والمضادات الحيوية في مزارع الدجاج


  يشاع أن مزارع الدواجن تستخدم هرمونات النمو بهدف زيادة وسرعة نمو الدواجن وهذا ما أدى إلى وجود بعض الدجاج الذي يزيد وزنه على 1500 جم. ما حقيقة هذه الشائعات؟ وهل فعلاً تستخدم الهرمونات، أم أن أنواع الدجاج وسلالاته هي سبب زيادة الوزن؟


يحتوي هذا السؤال على جوانب عدة يجب التفصيل في كل جانب منها. أولاً فرضية أن جميع مزارع الدواجن المحلية تستخدم هرمون النمو من أجل تسريعه هو افتراض غير صحيح وغير مقبول بل على العكس، أعتقد أن جميع المشاريع لا تستخدم هذا الهرمون من أجل دفع النمو. وربما نشأ الافتراض المذكور من جانب المستهلك بسبب ما لاحظه أو سمعه عن سرعة نمو الدجاج، ووصوله أحياناً إلى أوزان تصل إلى أكثر من1,500 جم خلال فترة 6 إلى 8 أسابيع تقريباً.

وربما نشأ التعجب لدى المستهلك بسبب مقارنته السلالات العالمية عالية الإنتاج والمتوفرة اليوم مع الدجاج البلدي أو المحلي الذي يصل فيه وزن الدجاجة منه إلى ما بين 500 جم إلى 800 جم خلال ستة أشهر أو سنة تقريباً، وبالتالي أصبح هذا هو المعيار القياسي لدى المستهلكين. وهذا بلاشك معيار خاطىء لأن علوم الدواجن قد تقدمت وتخصصت إلى حد كبير، وأصبحت هنا سلالات متخصصة فقط في إنتاج البيض، وقد تم تطويرها لتحقق مواصفات معينة مطلوبة في إنتاج البيض، كما أن هنالك سلالات أخرى متخصصة في إنتاج اللحم وهذه تم تطويرها والانتخاب لها لتحقيق أهداف معينة من أهمها جودة اللحم وسرعة النمو، وهي فعلاً تصل إلى أوزان عالية خلال أسابيع قليلة إذا ما توفرت لها الرعاية السليمة والتغذية المناسبة. لذا يجب ألا نستغرب سرعة نمو الدجاجة ومن ثم افتراض أشياء غير صحيحة حول هذا الموضوع.



   يشاع أن بعض المزارع تستخدم المضادات الحيوية فهل هذا صحيح؟


إن استخدام المضادات الحيوية في مشاريع الدواجن حقيقة وليس شائعة، وهو يحدث محلياً وعالمياً وله مايبرره من الناحية الصحية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل طريقة استخدام المضادات الحيوية عملياً هي الطريقة المثلى أم لا؟. في الدول المتقدمة يخضع استخدام المضادات الحيوية- سواء البشرية منها أو البيطرية- إلى الإشراف الطبي أو البيطري، ولا يتم صرف أي مضاد حيوي إلا بوصفة طبية أو بيطرية.


ولكن هذه الضوابط ليست مطبقة محلياً، إذ إن بإمكان أي شخص الحصول على ما يشاء من المضادات الحيوية البشرية من أي صيدلية دون أي ضوابط أو قيود. فإذا كان هذا حال المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج البشري، فإن استخدام المضادات الحيوية البيطرية في مزارع الدواجن أو غيرها أشد وطأة فهو لا يخضع لأي رقابة وبالتالي فإن بإمكان المزارع إضافة ما يريد من أدوية بيطرية متوفرة، في السوق كيفما شاء.


   ما هي حقيقة مشكلة استخدام المضادات الحيوية وكيف يمكن الحد منها ولماذا تستخدم؟


إن مشكلة استخدام المضادات الحيوية في مزارع الدواجن تكمن في سوء الاستخدام وليس في الاستخدام نفسه، ولنبدأ بالإجابة عن آخر نقطة في السؤال: لماذا نستخدم المضادات الحيوية البيطرية؟ إن لها استخدامات ثلاثة هي: (1) علاجية (2) وقائية (3) كإضافات أعلاف. وفي حالة استخدام المضادات الحيوية في أي من هذه الأغراض الثلاثة، فإن من واجب المنتج التأكد من عدم وجود بقايا لهذه المضادات في المنتج سواء كان بيضاً أو لحماً.


إن سوء استخدام المضادات الحيوية يتسبب في ثلاث مشكلات أساسية أولاها ظهور سلالات من البكتيريا المقاومة للمرض وبالتالي يصعب مكافحته والقضاء عليه، والثانية أن هذه البكتيريا المقاومة قد توجد في بقايا المنتجات المستهلكة، سواء اللحوم أو البيض، مما قد يؤدي إلى إصابة الإنسان بها، كما أن المضادات الحيوية قد تؤثر على الفلورا الطبيعية للجهاز الهضمي،وأخيراً فإن سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى تسويق منتجات سواء كانت لحوماً أو بيضاً ملوثة ببقايا تلك المضادات وهذه قد تكون لها أخطار عديدة على المستهلك. وأشير هنا إلى أن استخدام المضادات الحيوية في الدواجن وغيرها قد أصبح هاجساً عالمياً يقلق الكثيرين في أغلب الدول،وقد بدأت الصيحات تنادي بالحد من استخدامها. ففي بعض الدول الأوروبية مثلاً منع استخدام المضادات الحيوية كإضافات علفية مع وجود رقابة شديدة ومكثفة للكشف عن بقاياها في المنتجات المستهلكة.


  هل هناك تشريعات محلية أو عالمية تحدد استخدام المضادات الحيوية في مزارع الدواجن؟ ومن المسؤول عن وضع مثل هذه التشريعات المحلية؟


  نعم هناك تشريعات وضوابط دولية لاستخدام المضادات الحيوية، وكما ذكرنا سابقاً فإن استخدامها كعلاج يجب ألا يتم إلا عن طريق الإشراف البيطري، كما يجب التنبيه إلى أهمية عدم تسويق المنتجات إلا بعد التأكد من خلوها من بقايا المضادات الحيوية، أما المضادات المستخدمة كإضافات علفية فيجب أن تكون بنسبة قليلة جداً، ومحددة، ولأنواع معينة من المضادات الحيوية. وأضيف أنه حتى في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وعلى الرغم من وجود التشريعات والضوابط الدقيقة لاستخدام هذه المنتجات، فإن هناك مخالفات عديدة تتمثل في سوء استخدام هذه العقاقير. ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أكدت إحدى الدراسات وجود بقايا المضادات الحيوية في اللحوم المعدة للاستهلاك الآدمي. كما أشارت إحدى الدراسات الميدانية على لحوم الدواجن المعروضة في الأسواق المركزية إلى أن 70% من العينات كانت ملوثة بأنواع من البكتيريا التي توجد في أحشاء الدواجن، بينما كانت 20% من اللحوم تحمل سلالة بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية التي تستخدم عادة لعلاجها. وفي دراسات أخرى أجريت في بعض الدول الأوروبية حول بقايا المضادات الحيوية في اللحوم المعروضة في الأسواق المركزية، وجد أن بقايا المضادات الحيوية في تلك اللحوم تتجاوز النسب المسموح بها وتصل إلى 17% في بعض الدول. لذا ونتيجة لسوء استخدام المضادات الحيوية فقد ظهرت سلالات بكتيرية مقاومة لها في عدة أماكن، ففي هولندا مثلاً وجد أن 80% من بكتيريا السالمونيلا مقاومة للمضادات الحيوية التي عادة ما تستخدم في علاجها.


هذه إشارة إلى بعض المخالفات في استخدام المضادات الحيوية في الدول التي وضعت معايير وضوابط سواء فيما يتعلق باستخدامها أو الكشف عن بقاياها في المنتجات الاستهلاكية. أما محلياً حيث تغيب الضوابط أو تقل وتغيب المتابعة والمحاسبة فلا شك أن هناك مخالفات كثيرة وسوء استخدام للمضادات الحيوية وللأدوية البيطرية الأخرى، حيث يؤدي الإفراط في استخدامها إلى كثرة الأمراض وعدم استجابتها للعلاج وسرعة انتشارها. كما أن تسـويق المنتجات لا يرافقه التأكد من خلوهـا من بقايا هذه المضادات الحيوية. وقد بدأت وزارة الزراعة والمياه منذ سنتين تقريباً في وضع الضوابط والقيود، خصوصاً فيما يتعلق باستيراد المضادات الحيوية واللقاحات البيطرية حيث وضعت لوائح وأنظمة دقيقة تحدد الشركات ومنتجاتها وتنظم استيراد الأدوية البيطرية.


وهذه خطوة جيدة وموفقة وهي بداية الطريق إلى التصحيح، ولكن مازالت هناك حاجة ماسة إلى خطوات أخرى مماثلة لتشديد الرقابة على استخدام هذه العقاقير ومتابعتها ووضع العقوبات الصارمة للمخالفين. والكلمة الأخيرة هي أن استخدام المضادات الحيوية في مشاريع الدواجن أصبح أمراً لابد منه للأغراض الوقائية والعلاجية، ولكن يجب أن تستخدم فقط حسب الحاجة، ولا يجوز تسويق المنتجات إلا بعد التأكد من خلوها من بقايا المضادات الحيوية. إن كثرة استخدام المضادات الحيوية وسوء استخدامها هو دليل على سوء في الإدارة وضعف في الرعاية السليمة يلجأ إليها بعض الأفراد لتغطية الكثير من العيوب.


  ما هو تأثير الطبخ على بقايا المضادات الحيوية؟


  تتأثر كثير من المضادات الحيوية بالحرارة والطبخ حيث تؤدي الحرارة إلى تدمير جزئي أو كلي للمادة الفعالة منها، ومن ثم فإنها قد تصبح غير مؤثرة على الميكروبات الموجودة بصورة طبيعية في الجهاز الهضمي والتي قد يستفيد منها الجسم في بعض العمليات الهضمية، وخصوصاً إذا كان الطهو جيداً، غير أن هنالك أنواعاً من المضادات أكثر تحملاً للحرارة ويتوقف تأثير الحرارة على المضاد الحيوي على عدة أمور منها نوع المضاد وجرعته والفترة المنقضية قبل استهلاك المنتج وكيفية المعاملة الحرارية ونوع المنتج، وحتى لو أدى الطبخ إلى تدمير المادة الفاعالة للمضاد الحيوي فإنه لا يقضي على مشكلة وجود المضادات الحيوية في العذاء، فهذه المواد حتى حين ما تتفكك بتأثير الحرارة تنتج مواد أخرى قد تكون ضارة بدورها.


فمثلاً بعض النواتج قد تسبب حساسية وربما تسبب أضراراً أخرى، وذلك فإن الإجراء السليم هو عدم استهلاك منتجات الحيوانات والطيور المعالجة بالمضادات الحيوية قبل انقضاء الفترة الزمنية المقررة بعد العلاج حسب نوع المضاد الحيوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق